تقسيم العصور بحسب سفر التكوين
“المسيح يأتى فى الالفية الخامسة بعد الخلق.”
هذا الفكر غير معتمد على نص كتابى صريح
وانما هو عبارة عن تأمل يهودى لنصوص مقدسة.
قال موسى النبى ان اليوم عند الله هو كألف سنة عندنا (مزمور 90: 4)
فكما ان الله خلق العالم فى ستة ايام واستراح اليوم السابع
هكذا فإن إسرائيل سيمكث ستة الآف عام ثم يرتاح فى الألفية السابعة
والراحة ستكون بحكم المسيح على كل الارض
. قالوا أن المسيح سيجئ فى بداية الألفية الخامسة ويكون مع شعبه لألفى عام
ثم يحكم الارض كلها فى بداية الألفية السابعة .
هذا الفكر كان منتشرا فى الأوساط اليهودية فى القرون الأولى للميلاد
حتى اننا نجده فى رسالة برنابا الرسول .
التلمود البابلى (תלמוד בבלי) ، سِدِر نزيقين נזיקין
فى مسخط سنهدرين סנהדרין 97ab
[مدرسة ايليا تُعلِم : ستة الآف عام (بقاء) للعالم
ألفى عام خربة ، ألفى عام مع التوراة ، ألفى عام لعصر المسيح ...]
هذة الفقرة متكررة ايضا فى مجلد عفودا زاره (עבודה זרה) 9a
– فى يلقوط شمعونى ، (مزمور 139 : 16-17)
[لبقاء العالم ستة الالاف عام
الفى عام خربة ، الفى عام توراة ، الفى عام المسيح ...]
– رسالة برنابا الرسول ، الفصل 15 (السبت)
[3 هو يتكلم عن السبت فى بداية الخلق "وصنع الله عمل يديه فى ستة ايام وفرغ الله فى اليوم السابع من عمله الذى عمل فأستراح فيه وقدسه"
4 لاحظوا يا ابنائى
-ما معنى انه انتهى فى ستة ايام؟
-هو يعنى انه سينهى كل شئ فى الألفية السادسة
لان يوم عنده تعنى ألف سنة ، وهو بنفسه هو الشاهد
لانه قال ان يوم واحد عند الرب كالف سنة (مزمور 90: 4)
لذا ايها الاولاد فى ستة ايام ، اى ستة الاف عام ، سيكمُل كل شئ.
5 وهو استراح فى اليوم السابع
هذا يعنى انه عندما يأتى ابنه وسينهى وقت الشر ويحاكم الملحد ويغير الشمس والقمر والنجوم ، ويرتاح بالفعل فى اليوم السابع.]
وفى الحقيقة فإن بداية الألفية الخامسة بعد الخلق توافق بداية الألفية الاولى
بعد الميلاد (بداية القرن الاول الميلادى)، هذا ما عرفه يهود ذلك العصر
فبحسب ذلك الحساب -مع غيره من النبوات- فإن يهود القرن الاول
توقعوا بشكل صحيح مجئ المسيح فى وقتهم
. وهذا ما اعلنه الرباى هيليل الفضى (אבא הלל סילבר) فى كتابه
(تاريخ التوقع المسيانى فى إسرائيل) .
هناك من المسيحيين من آمن بذلك التفسير واعطوه صبغة مسيحية ،
وهذا هو تفسيرهم.
فى اليوم الاول خلق الله النور -نور السديم- وفصله عن الظلمة (تكوين 1: 3-5) ،
وفى الألفية الاولى خُلق آدم وانفصل عن نور الله بالخطية (تكوين 3).
فى اليوم الثانى فصل الله بين الماء الفوقية والتحتية (تكوين 1: 6-8) ،
وفى الألفية الثانية فإن الماء الفوقية (المطر) والتحتية (البحار والمحيطات) صنعت قضاء الله (الطوفان) (تكوين 6، 7).
فى اليوم الثالث خلق الله النباتات حاملة البذور (تكوين 1: 11-13) ،
وفى الألفية الثالثة صنع الله عهدا مع ابراهيم فمن نسله (كلمة نسل نفس كلمة بذر فى العبرية ، זרע) سيأتى المسيح (تكوين 22: 18).
فى اليوم الرابع خلق الله انوار السماء -الشمس والقمر
- (تكوين 1: 14-19)
وفى الألفية الرابعة أُعطى إسرائيل ملوكا وانبياء هم نور لإسرائيل
جاء المسيح الذى هو النور فى نهايته
(بسيكتا رباه – يلقوط شمعونى – يوحنا 8: 12).
فى اليوم الخامس خلق الله الكائنات الحية (تكوين 1: 20-23)
وفى الألفية الخامسة مات المسيح -ابن الله الحى-
(متى 16: 6) ليعطينا حياة جديدة
فبه نحن خليقة جديدة نرث حياة ابدية (2كورنثوس 5: 17).
فى اليوم السادس قال الله للإنسان ان يكثر ويملأ الارض
(تكوين 1: 26-31)
وفى الألفية السادسة ملأ الإنسان الارض بل انه وصل ايضا إلى السماء
الخارجى .
فى اليوم السابع استراح الله (تكوين 2: 1-3) ،
يرتاح المؤمنين بمجئ المسيح الثانى (عبرانيين 9: 28).