خامساً: في عهد دولة المماليك البحرية (1250 – 1382 م):
بطاركة أقباط من الجالية القبطية بدمشق:
ذكرنا فيما سبق تكوين مجتمع قبطي ببلاد الشام في عهد الدولة الأيوبية، ومع تكاثر الطائفة القبطية ببلاد الشام قدمت للكنيسة القبطية مجموعة من أحبارها نذكرهم حسب ما توفرت لنا أخبارهم: 1- البابا غبريال الثالث البطريرك الـ 77 (1268- 1271م). 2- البابا يؤانس العاشر البطريرك الـ 85 (1363- 1369م) وكان معروفاً باسم يؤانس المؤتمن الشامي.
زيارة راهب سرياني للتعلم بمصر:
لم تنقطع الصلات بين الرهبان السريان والأقباط حتى في أوقات أزمات العلاقات الرسمية بين الكنيستين الشقيقتين. وقد سجلت لنا كتب التاريخ زيارة قام بها راهب سرياني من رهبان ديرة القطرة يدعى الراهب دانيال المارديني المعروف بابن عيسى (1327- 1382م)، وقد جاء إلى مصر طلباً للعلم سنة 1356م، واقام بها زهاء سبع عشرة سنة. وبعد أن نهل منه ما شاء، عاد إلى بلاده ووضع جملة مصنفات جميلة مفيدة منها كتاب أصول الدين وشفاء قلوب المؤمنين .
سادساً: في عهد دولة المماليك البرجية (1382- 1517 م):
رسامة بطريرك أنطاكي بمصر:
في عهد البابا غبريال الخامس البطريرك الـ 88 (1409- 1427م) حدث أمر فريد في التاريخ، ولم يتكرر حتى الآن. كانت الظروف السياسية المحيطة بالكرسي الأنطاكي تحول دون اجتماع المطارنة لرسامة بطريرك جديد بعد خلو الكرسي الأنطاكي سنة 1421م. فرشح مجمع دير الزعفران المفريان مارباسيليوس بهنام مفريان المشرق[65] للمنصب البطريركي، فقصد مصر قادماً من أورشليم بصحبة المطران مار كيرلس المعروف بابن نيشان مطران القدس السرياني، طالباً الرسامة من الكرسي الإسكندري فقام البابا غبريال بعقد مجمع تقرر فيه تكليف الآباء الأساقفة: أنبا ميخائيل اسقف سمنود المعروف بالغمري، أنبا غبريال اسقف اسيوط الشهير بابن كاتب القوصية الذي كان رئيساً لدير أبي مقار، أنبا كيرلس بن نيسان مطران أورشليم السرياني، بالإضافة إلى القس الأسعد أبي الفرج كاهن بيعة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة (الذي صار فيما بعد البابا يؤانس الحادي عشر) بالقيام بهذه الرسامة، وتمت الرسامة بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بدرب البحر بمصر المحروسة في سنة 1138 ش (الموافقة 1421م). وبعد الرسامة سافر البطريرك الأنطاكي إلى أورشليم بعد أن زوده البابا غبريال بكل ما يحتاج إليه، وقد ودعه كثير من الكهنة والأراخنة حتى وصلوا به إلى المطرية .
البطريرك الأنطاكي يعود لمصر زائراً:
زار هذا البطريرك الأنطاكي مصر مرة أخرى سنة 1416ش (1430م) للقيام بتهنئة البابا يؤانس الحادي عشر (الـ89) على اعتلائه السُدة المرقسية، لسابق المعرفة به عند رسامته بمصر، فالبابا يؤانس هو القس الأسعد أبو الفرج الذي شارك في رسامة هذا البطريرك الأنطاكي بمصر كما سبق وأشرنا. فاحتفى به البابا يؤانس جداً، وتشاركا في الخدمة الكهنوتية، وفرحت به البيعة وكل الشعب الأرثوذكسي . كما عرج هذا البطريرك على صحراء وادي النطرون وزار أديرته، وقد سجلت هذه الزيارة على جدران كنيسة السيدة العذراء بحصن دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون .
كما زار قداسته بيت كاهن سرياني مبارك يُدعى القس يوحنا ابن العشير الذى كان يقطن بحارة النصارى بسويقة صفية بالقاهرة المحروسة . لعله كان هذا الأب أحد كهنة السريان المكلفين بخدمة الرعية السريانية بمصر يومئذ.
تكريس الميرون مرة بمصر لصالح السريان سنة 1430م:
وقبل أن يغادر البطريرك المذكور مصر عائداً لبلاده، صرح للبابا يؤانس الحادي عشر عن نفاذ الميرون المقدس من كرسيه، وعدم وجود حتى الخميرة التي يقدسه بها، وأن هذا كان أحد الأسباب القوية لهذه الزيارة لمصر . فأعد البابا يؤانس مستلزمات الميرون، وأشتركا الأبوين الطوباويين في عملية الطبخ المقدسة، وأشترك معهما المطران كيرلس السابق الذكر، وأشترك معهم كهنة الأقباط والسريان. ولما أكملوا عملية الطبخ كالمعتاد (حسب الطقس القبطي)، حملوه ليلة الشعانين إلى كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة وأودعوه داخل المذبح، وحضر البطريرك والمطران والكنهة السريان إلى القلاية البطريركية بحارة الروم وأقاموا بها ضيوفاً كراماً، حتى يوم خميس العهد حيث أحضروا الميرون المقدس وأكملوا عليه الصلوات والدورات الخاصة به، وفي سحر يوم القيامة المقدسة أودعوا فية الخميرة القديمة وأتموا بذلك طبخه وتقديسه.
ومما هو جدير بالذكر أن البطريرك السرياني بقى بمصر حتى أخر شهر أمشير من هذه السنة حيث غادرها متوجهاً إلى القدس ، وقد أرسل معه البابا يوأنس الكهنة الأقباط لتوديعه حتى منية صرط (مسطرد حالياً .
الكهنة السريان يُشاركون في قداس تقديس الميرون سنة 1461م:
ومن الطريف أن هذا القرن شهد إشتراك الكهنة السريان لمرة أخرى في عملية تقديس الميرون، حيث إشتراك أثنين من الكهنة السريان المقيمين بمصر لخدمة الرعية السريانية بها، في فرحة الكنيسة القبطية بعملية طبخ وتقديس الميرون المقدس التي جرت على عهد قداسة البابا متاؤس الثاني الـ 90 سنة 1177 ش (1461 م). أما اسمهما فكانا: القس يوسف ابن القس يعقوب المعروف بابن الحدب ، والقس العلم يوحنا المعروف بابن الحويس . وهذا الأخير هو الذي قرأ فصل من رسالة البولس عربياً في قداس التقديس يوم خميس العهد (الموافق 2/4)، وقرأ في أوله مديح للرسول الطاهر بولس، وفي أخره مديح للآباء البطاركة الأرثوذكسيين، أنبا متاؤس وأنبا أغناطيوس ، طالباً أن يديم الرب أيام رئاستهما .
سابعاً: في عهد الدولة العثمانية (1517- 1805 م):
زيارات لمطارنة ورهبان سريان لمصر وأنتهاء وجود الرهبان السريان بدير السريان: شهد هذا العصر بعض الزيارات من قبل المطارنة والرهبان السريان لمصر، كما شهد اختصار الوجود السرياني بدير السريان بوادي النطرون. ونذكر هذه الزيارات التي توفرت لنا معلوماتها: 1- مار ديسقورس منصور أسقف دير مار موسى بالنبك: (ما بين عامي 1598- 1630م): زار هذا الأسقف مصر حوالي سنة 1602م بعد أن تجمدت عليه ديون كثيرة، فجاء طالباً مساعدة المؤمنين من السريان والقبط، فأكرمه المؤمنون: غير أنه أدخل نفسه فيما لا يعنيه وحرم القس إبراهيم السرياني كاهن الرعية السريانية بمصر، وكان ذلك في عهد البابا إلي خدمته كاتب البطريرك الأنطاكي المعاصر (مار أغناطيوس هداية الله 1597- 1639م) برسالة يشرح فيها أخطاء هذا الأسقف، ومما جاء في هذه الرسالة اسم رئيس دير السريان في ذلك الوقت- (حوال سنة 1602م)القمص إبراهيم البلوطي القبطي، مما يفهم منه تناقص عدد الرهبان السريان بهذا الدير أمام إزدياد عدد الرهبان الأقباط وأصبح الرئيس من الفريق الأكبر عدداً.
2- الراهب توما المارديني:
زار هذا الراهب دير السريان سنة 1624م وسجل ما يفيد تناقص عدد الرهبان السريان جداً بهذا الدير مما يؤكد الأستنتاج الذي قدمناه بالفقرة السابقة. ومما هو جدير بالذكر أن هذا الراهب شاهد مكتبة الدير في أواخر عهد مجدها وعلق قائلاً (وشاهدت بها صحفاً كثيراً مكومة بلا حساب ولا عدد..)
. 3- مارغريغوريوس جرجس الفتال مطران القدس (1748- 1773م): زار مصر في سنة توليه مطرانية القدس لجمع الحسنات من المؤمنين لتعمير دير مار مرقس بالقدس، وفي هذه الزيارة عقد مجالس للمناظرة مع الراهب انطون اليسوعي، مبيناً له صحة الأعتقاد بالطبيعة المتجسدة بعد الإتحاد، كما أجرى مناظرة أخرى مع المعلم نخلة اللاتيني شهدها كهنة الأقباط. وبعد عودته من مصر صنف كتاباً اسماه ( الأعتقاد الصحيح في تجسد المسيح) أفتتحه بسرد مناظرته للراهب أنطون اليسوعي بمصر .
ثالثاً :في العصر الحديث والمعاصر: من سنة 1805م حنى كتابة هذه السطور (2005م): في هذه الفترة التي تشمل القرنين التاسع عشر والعشرين، قل التواجد الرهباني السرياني بمصر، ولكن زاد التقارب بين الكنيستين وقد وصلت لنا عدة أخبار عن زيارات متبادلة بين رهبان وأحبار الكنيستين نذكرها بإيجاز كما يلي:
1- الراهب أشعياء دبك الصددي:
ترهب بدير الزعفران، جاء لمصر في أواسط القرن التاسع عشر وتنسك بدير الأنبا أنطونيوس أثنتي عشر سنة، وخدم بالكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية في عهد البابا ديمتريوس الثاني (الـ111)، (1861- 1868م) عاد لبلاده فترة ثم رجع لمصر سنة 1880م. وفي هذه المرة أحضر معه أبن شقيقته "ناعوم" الذي صار الأسقف إيسيذورس فيما بعد). رقاه البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 (1874- 1927م) لدرجة القمصية وعينه وكيلاً لبطريركية الإسكندرية سنة 1882م أثناء الثورة العرابية، فخدمها بكل أمانة وإخلاص، غير أن صحته اعتلت فعاد لبلاده حيث رقد بالرب سنة 1887م بحمص . وهو الشخص السرياني الوحيد الذي تولى مسئولية بطريركية الإسكندرية القبطية كما نعلم حتى الآن.
2- القمص فيلوثاؤس إبراهيم يزور سوريا:
لعلها الزيارة الاولى من نوعها على ما نعرف التي يقوم بها كاهن قبطي منذ سنوات طويلة لسوريا، تلك التي قام بها القمص فيلوثاؤس إبراهيم بغدادي (1837- 1904م) في سنة 1866م للقدس ثم لسوريا حيث زار كنيسة السريان الأرثوذكس بدمشق، وسمح له البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثاني (1847- 1871م) أن يقيم القداس الإلهي بالطقس القبطي على مذبح تلك الكنيسة .
3- الراهب عبد الأحد مستى :
زار مصر سنة 1884م وقصد دير البراموس وسكن فيه سنة حيث تنسك (ببرج العمود) متعبداً ومجتهداً، فظهر له إبليس بشكل مجسم فغلبه بعون الله، ثم سكن دير الانبا انطونيوس سنتين ثم عاد لبلاده، فرسم مطراناً باسم فيلكسينوس عبد الأحد مستي رئيساً لدير مار أوجين بطور عبدين في 13/3/1908، ورقد في 25/7/1912م .
4- قداسة البطريرك مار اغناطيوس بطرس الرابع (1872- 1894م):
زار قداسته مصر في طريق عودته من إنجلترا قاصداً الهند التقى بالخديوي إسماعيل . وغادر البلاد قاصداً يوم الجمعة 25/4/1875م وعند سفره اخذ معه ذخائر كنيسة ماربهنام السريانية بفم الخليج بدير مارمينا .
5،6 - صاحبا النيافة مارقوريلوس جرجس المارديني المطران العام (1860- 1917م)، ومار يوليوس عبد المسيح بصمه جي مطران أمد (1860- 1892م): زارا مصر معاً سنة 1877م للتبرك من مقادسها .
7- قداسة البطريرك مار أغناطيوس عبد الله الثاني (1906- 1915م):
زار مصر في طريق عودته من الهند للقدس في نوفمبر سنة 1911م والتقى بقداسة البابا كيرلس الخامس، وتبادلا الحديث في مشكلة الأسقف إيسيذورس .
8- العلامة الأسقف إيسيذورس (1897- 1942):
ولد في أسرة سريانية بصدد (حمص- سوريا) سنة 1867م. جاء لمصر صبياً مع خاله القمص إشعياء الصددي سنة 1880م، وتعلم بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة، ثم عمل مدرساً بالمرسة المرقسية بالإسكندرية. ترهب بدير الرباموس باسم الراهب "افرام السرياني" الرباموسي ورسم قساً فقمصاً ثم رشح ليكون اسقفاً لكررسي ابو تيج لكنه اعتذر وأختفي لئلا يرسم، غير أنه رسم اسقفاً باسم الأنبا إيسيذورس في 18/10/1897م على دير البراموس وناظراً لمدرسة البابا كيرلس الخامس اللاهوتية. ولعلها المرة الأولى في التاريخ الذي يرسم فيها اسقف لدير البراموس، ويكون هذا الأسقف سرياني الجنس، غير أنه أختلف مع الرئاسات الكنسية، وحكموا عليه بالتجريد من رتبه بقرارين من المجمع المقدس بتاريخ 1/1/1898م، 2/7/1899م فعكف على الدراسة والبحث وتخصص في مجال الدفاع عن المعتقد الأرثوذكسي والكنيسة القبطية خاصة، فأنتج عدداً غير قليل من الكتب التاريخية واللاهوتية.
ومما لا شك فيه أن موضوعه قد اثر سلباً على العلاقات السريانية القبطية خصوصاً في عهد البطريرك الأنطاكي مار اغناطيوس عبد المسيح الثاني (1895- 1905م) الذي عينه نائباً بطريركياً لرعاية السريان المقيمين بمصر باسم مارقوريلس إيسيذورس، غير أن الأسقف نفسه رفض هذا العمل، كما سبق الذكر، وبقى موضوعه مجمداً حتى سنة 1941م حيثما حالله البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك 113، ورقد في الرب في يوم 19/1/1942م .
9- الرهبان السريان يدرسون بالمدرسة الإكليريكية القبطية بالقاهرة:
غير أن في هذه الأثناء حدث أمر إيجابي جداً وربما للمرة الأولى في التاريخ، حيث قد وصل في 13/12/1927 م مجموعة مكونة من ثلاثة من شباب الرهبان السريان للدراسة اللاهوتية بالمدرسة الإكليريكية القبطية بمهمشة بالقاهرة، حيث أنتظموا بها لمدة سنة دراسية واحدة، ثم غادورا مصر في ظروف خاصة. وهؤلاء كانوا الرهبان: بطرس صوما، وعبد الله الحفري، ويشوع صموئيل. وهذا الأخير صار فيما بعد مطراناً على القدس سنة 1946 م، وقد قام بدور ليس بقليل في موضوع دراسة ونشر مخطوطات وادي قمران المُكتشفة سنة 1948 م .
10- أربعة أحبار أقباط يُجنزون المطران السرياني بالقاهرة:
حينما ترملت إيبارشية النيابة البطريركية السريانية الأرثوذكسية بمصر بسبب نياحة مطرانها مار قوريلس ميخائيل أنطون في الرابع من شهر مارس (آذار) 1955 م، وإذ لم يوجد أحد من الكهنة السريان في مصر لتجنيزه ، فأناب قداسة البابا يوساب الثاني الـ 115، أربعة من أحبار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لتجنيز نيافته، وهؤلاء الأحبار كانوا: أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب (1930-1965م)، والمتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة القليوبية ومركز قويسنا وسكرتير المجمع المقدس (وقتئذ) (1948-1963م)، والمتنيح الأنبا ياكوبوس مطران القدس والشرق الأدنى (1946-1956م)، والمتنيح الأنبا باخوميوس أسقف ورئيس دير المحرق (1948-1964م)
11- قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث (1957- 1980م):
بعد المشاكل التي سببتها أزمة الأسقف إيسيذورس كانت العلاقات القبطية السريانية شبه مُجمدة، حتى تبوأ الكرسي الأنطاكي قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي، الذي عمل بكل قوته على إعادة هذه العلاقات على نفس مستواها القديم، فقام بزيارة مصر عدة مرات نذكرها فيما يلي:
مؤتمر أديس أبابا الأرثوذكسي:
دعا الأمبراطور هيلاسيلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية غير الخلقيدونية لعقد مؤتمر يجمعهم للمرة الأولى بعد الإنشقاق الخلقيدوني، وكان ذلك في عاصمة بلاده "أديس أبابا" في يناير 1965م، فاجتمعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية وربيبتها الكنسية الهندية الأرثوذكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في كل من أرمينيا ولبنان مع الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية وأتخذت عدة قرارات مهمة في ختام هذا المؤتمر.
وعلى هامش أعمال هذا المؤتمر عقدت الكنيستان القبطية والسريانية جلسات خاصة ووقعتا على إعلان وثيقة موحدة ضد وثيقة مجمع الفاتيكان القائلة بتبرئة اليهود من دم المسيح .
وعلى أثر هذا المؤتمر اتخذ المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية قراراً في جلساته المنعقدة في الفترة بين 8- 13 فبراير سنة 1965م برئاسة قداسة البابا كيرلس السادس أن يذكر اسم البطريرك الأنطاكي في كل خدمة كهنوتية بعد اسم البابا الإسكندري، وذلك في سائر كنائس الكرازة المرقسية. ورد المجمع المقدس الأنطاكي على هذا القرار بقرار مماثل في جلسته المنعقدة بدمشق في 14/4/1965م في منشور بطريركي صدر في 15/7/1965م تلي في سائر الكنائس الخاضعة للكرسي الأنطاكي .
أرخن قبطي يستقبل البطريرك السرياني بجنيف بسويسرا:
عندما زار غبطة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث مجلس الكنائس العالمي بجنيف عام 1971، دعاه المرحوم د. موريس ميخائيل أسعد، الذي كان يعمل وقتها في المجلس بجنيف، للعشاء مع السكرتير العام للمجلس دكتور يوجين كارسون بليك وبعض رؤساء اقسام المجلس، وكذلك القمص صليب سوريال الذي تصادف وجوده بجنيف في ذلك الوقت للمشاركة في أحد مؤتمرات المجلس. وقد اصطحب د.موريس أسعد البطريرك الأنطاكي في زيارة المعهد المسكوني في بوسي القريبة من جنيف وفي بعض الزيارات الأخرى.
البطريرك الأنطاكي يشارك في رسامة البابا القبطي:
إنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها اشتراك بطريرك سرياني أرثوذكسي في رسامة بابا إسكندري، تلك التي تمت في 14/11/1971م، حينما شارك البطريرك يعقوب مار أغناطيوس الثالث في رسامة البابا شنودة الثالث، وكان في صحبة قداسته صاحبا النيافة مار اثناسيوس يشوع صموئيل مطران أمريكا وكندا ومارسويريوس حاوا النائب البطريركي بالقاهرة، والربان جورج صليبا مدير مدرسة مار افرام اللاهوتية بالعطشانة والسكرتير البطريركي. واثناء الحفل القى قداسته كلمة مناسبة ، كما وقع على تقليد رسامة قداسته في صباح اليوم التالي .
ووقتها قام المرحوم د. موريس أسعد بمصاحبة البطريرك لزيارة كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالمعادي. وقد سجل البطريرك كلمة في الكنيسة بمناسبة هذه الزيارة.
زيارة بابا الإسكندرية لمقر البطريركية النطاكية بسوريا:
برغم ان أربعة بطاركة من أصل سرياني قد جلسوا على السدة المرقسية إلا أن التاريخ لم يسجل أي زيارات لمواطنهم أو للكنيسة الأنطاكية لتدعيم العلاقات معها، إلا زيارة البابا دميانوس البطريرك 35 إلى بلاد المشرق كما سبق وأشرنا. ولم تكن العلاقات مع الكرسي الأنطاكي في عهده على ما يرام. لكن في العصر الحديث جاءت أول زيارة يقوم بها البابا شنودة الثالث بعد اعتلائه الكرسي المرقسي إلى عدد من الكراسي الرسولية بأرمينيا والاتحاد السوفيتي ولبنان وسوريا وتركيا، وبالتحديد في صباح الأربعاء 18/10/1972م زار البابا شنودة مقر البطريركية السريانية الأرثوذكسية بدمشق فاستقبله قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بالأكرام اللائق(لاحظ الصورة في بداية هذا المقال) .
إحتفالات القديس أثناسيوس بمصر:
احتفلت الكنيسة القبطية في شهر مايو (آيار) سنة 1973م بمرور ستة عشر قرناً على نياحة القديس اثناسيوس الرسولي وعودة جزء من رفاته المقدسة لمصر، فدعت جميع رؤساء الكنائس العالمية لمشاركتها فرحتها في هذه المناسبة، فلبى قداسته صاحب النيافة مار ميلاطيوس برنابا مطران حمص وحماه، فاستقبله قداسة البابا شنودة الثالث واشتركا معاً في القداس الاحتفالي صباح الثلاثاء 15/5/1973م بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بالعباسية، حيث القى البطريرك الأنطاكي كلمة مناسبة .
الكنيسة القبطية تشارك الكنيسة السريانية
أفراحها وأحزانها:
- لم تقف العلاقات بين الكنيستين الشقيقتين عند حد المجاملة أوالمشاركة في المناسبات الكبرى فقط، بل وفي المناسبات الأخرى أيضاً كانت العلاقات متميزة. فحينما احتفل قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث باليوبيل الفضي لسيامته الأسقفية في دمشق بتاريخ 15/6/1975 م، أرسل قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية (1962-1981 م) مندوباً عن قداسته مهنئاً بهذه المناسبة .
- وحينما ترملت الكنيسة السريانية بنياحة قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث في 28/6/1980 م، انتدب قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا (1962- 2000 م) لتمثيل الكنيسة القبطية في صلاة الجنازة على روح قداسته، وتبلغ عزاء الكنيسة القبطية لأحبار الكنيسة السريانية الشقيقة .
- كذلك حينما احتفلت الكنيسة السريانية برسامة قداسة البطريرك الحالي مار أغناطيوس زكا الأول عيواص في يوم الأحد 14/9/1980 م، انتدب قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي (1967-2001 م) لتمثيل الكنيسة القبطية في حفل الرسامة، وتبليغ أحر التهاني لقداسته .
12- عهد قداسة البطريرك الحالي مار أغناطيوس زكا الأول عيواص:
الرهبان السريان يدرسون بالكلية الإكليريكية القبطية بالقاهرة:
- في أكتوبر 1984 م أُرسل الشماس أفرام عيسى كريم للدراسة بالكلية الإكليريكية القبطية الأرثوذكسية بدير الأنبا رويس بالقاهرة بالقسم النهاري الجامعي
، وتخرج فيها بدور يونيو 1988 م بتقدير عام "إمتياز". وكان قد تمت سيامته راهباً أثناء فترة دراسته بالكنيسة السريانية بالقاهرة على يدي نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها وذلك بتكليف من قداسة البطريرك الأنطاكي[112] . ثم واصل دراسته العليا بأنجلترا، وحالياً هو نيافة المطران مار قوريلس أفرام كريم النائب البطريركي لإيبارشية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية .
- وفي أكتوبر سنة 1988 م التحق بالدراسة بنفس الكلية السكرتير البطريركي الثاني الربان سويريوس ملكي مراد، وأتم الدراسة بها وتخرج في دفعة يونيو 1992 م. ثم تعين ناظراً لمدرسة مار أفرام اللاهوتية بدمشق، وهو حالياً نيافة المطران مار سويريوس ملكي مراد النائب البطريركي لإيبارشية القدس والأردن وسائر الأراضي المقدسة.
الرهبان والمعلمون الأقباط يُدرّسون بالإكليريكية السريانية بالشام:
قام بالتدريس في المدرسة الإكليريكية السريانية الأرثوذكسية بحارة الزيتونة بدمشق الشام عدد من الرهبان[114] والمُعلمين الأقباط، وهم نذكرهم حسب الترتيب الزمني لذهابهم هناك: 1- د. موريس تاوضروس عبد مريم، الذي قام بتدريس علم اللاهوت والعهد الجديد والفلسفة منذ سنة 1988-1992م. 2- الراهب القس مرقوريوس الأنبا بيشوي، الذي قام بتدريس مادة العهد القديم (1984-1988م). 3- أ. جرجس إبراهيم صالح (امين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط)، الذي قام بتدريس مادة العهد القديم ( 1990 ولايزال).
الزيارة البطريركية الأولى لمصر:
زار قداسته مصر للمرة الأولى بعد توليه السدة البطرسية في شهر يناير (كانون الثاني) سنة 1990 م، وكان بصحبته الأب الربان (المطران فيما بعد) سويريوس ملكي مراد ناظر كلية مار أفرام الإكليريكية وقتها. وكانت هذه الزيارة خاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث زار قداسته الأديرة القبطية بوادي النطرون، ودير السيدة العذراء الشهير بـ "دير السريان" بصفة خاصة، وكذلك بعض الكنائس القبطية بالقاهرة ، كما أقام قداسته قداساً بكنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس بشارع قنطرة غمرة صباح يوم الجمعة 19/1/ 1990 م.
الرهبان السريان يتابعون الدراسة بالكلية الإكليريكية القبطية بالقاهرة:
- وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1996م التحق بالدراسة بالكلية المذكورة الأب الربان رابولا إسكندر صومي النائب البطريركي السريان الأرثوذكس بالقاهرة سابقاً، وأنهى دراسته بها بنجاح وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الكنسية واللاهوتية في دور يونيو سنة 2000 م، وهو حالياً أحد رجال الإكليروس السرياني بالسويد.
- وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) سنة 2003 م أًرسل الأب الربان بنيامين شمعون لمتابعة دراسته اللاهوتية العليا بالقاهرة، بالإضافة لعمله الرعوي ككاهن للرعية السريانية الأرثوذكسية بمصر، ولايزال.
رسامة كاهن قبطي بمقر البطريركية الأنطاكية:
زار قداسة البابا شنوده الثالث مقر البطريركية السريانية الأنطاكية الجديدة بمعرة صيدنايا في مايو 1997م، وذلك ضمن برنامج زيارته لسوريا للمشاركة في إجتماع رؤساء مجلس الشرق الأوسط وخلال هذه الزيارة صلى قداسته قداس أحد توما الموافق 4/5/1997م بكنيسة مار أفرام السرياني بمقر البطريركية الجديدة. وخلال هذا القداس قام برسامة الشماس يسري زكي سدراك كاهناً باسم "القس يؤانس" لخدمة الأقباط المقيمين بسوريا ولبنان وأشترك قداسة البطريرك الأنطاكي مع قداسة البابا في وضع اليد على الكاهن الجديد . ولعله الكاهن الوحيد عبر التاريخ الذي يرسم بوضع يد البطريركين القبطي والسرياني معاً. كذلك لعلها المرة الأولى في التاريخ التي يرسم فيها كاهن قبطي بمقر البطريركية السريانية الأنطاكية.
الكنيسة الأنطاكية تكرم أراخنة أقباط:
في يوم الأحد 28/7/1991م احتفلت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بتقليد العالم الفاضل الدكتور موريس تاوضروس وسام مار افرام السرياني من رتبة فارس، وذلك تقديراً له لأتعابه في تدريس علم اللاهوت والعهد الجديد والفلسفة في كلية مار افرام اللاهوتية بدمشق لمدة أربع سنوات .
كما كرم قداسة البطريرك زكا الأول عيواص الأرخن القبطي د. نبيل حسني نجيب روفائيل بتقليده وسام مار افرام السرياني من رتبة كومندور مساء يوم الخميس 24/7/1997 وذلك تقديراً لخدمته في حفل الكنيسة، وذلك في حفلة روحية في مقر البطريركية السريانية بدمشق بحضور كاهني الأقباط بسوريا ولبنان: القمص بولس المحرقي والقس يؤانس ذكي سدراك وأسرة المُكرّم .
اجتماع بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية بالقاهرة:
دعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيستين الشقيقتين السريانية والأرمنية الأرثوذكسيتين بالشرق الأوسط للاجتماع معاً بالقاهرة في مارس 1998م ولوضع بيان مشترك لصيغة الإيمان المشترك بينهما، وقد لبى الدعوة قداسة البطريرك زكا الأول عيواص، وكذلك البطريرك آرام الأول كشيشان كاثوليكس الأرمن بيت كيليكيا (في لبنان)، وقد كان لقاءاً ناجحاً بكل المقاييس .
بعض الراهبات القبطيات بمقر البطريركية السريانية:
وصل يوم الأحد 5/7/1998م إلى دمشق نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس ورئيس دير الشهيدة دميانة ببراري بلقاس، وبصحبته أربع راهبات قبطيات من دير الشهيدة دميانة ببراري بلقاس، هن الأمهات: أغابي، تريفوسا، كيريا، ثيؤفيلا، حيث مكثن بضعة أشهر بدير مار يعقوب البرادعي للراهبات السريانيات، تلقين خلالها دروساً في اللغة السريانية وأطلعن على الطقوس البيعية السريانية الأنطاكية، وشاركن الراهبات السريانيات في ممارسة الحياة الرهبانية في الصلوات والأصوام والتأملات الروحية، وتبادلن وإياهن الخبرات المختلفة. وفي الوقت ذاته كن يقمن برسم عدة أيقونات لتزيين كنيسة مار أفرام السرياني بديره بمعرة صيدنايا، مع بعض الأيقونات للدير نفسه. وقد تلمذن في هذه المدة من توسمن فيهن موهبة رسم اليقونات مثل الراهبة دميانة سرسم، والراهب نثنائيل يوسف . ولعلها الزيارة الأولى في التاريخ من هذا النوع حسب علمنا.
تبادل الرعاية واستخدام الكنائس في الشرق وبلاد المهجر:
لم تتوقف العلاقات القبطية السريانية عند حد الزيارات الرسمية بين أحبارهما، ولكن توطدت حتى على المستوى الرعوي. فحينما مرت منطقة الشرق الأوسط بالعديد من الظروف التي نتجت عنها هجرة بعض المؤمنين من كلتا الكنيستين إلى العديد من الدول الأوربية والأمريكتين وأستراليا. فإذا أستقر بهم الحال ببلد معين، أستجر المؤمنون العديد من دور العبادة الأجنبية ليؤدون بها عبادتهم بحسب طقسوهم ولغتهم الوطنية. وإذا تحسنت أوضاعهم الأقتصادية والمعيشية، ابتاعوا تلك الدور وحولوها كنائس شرقية قلباً وقالباً. أو أبتنوا لهم دوراً وأدياراً كما حدث في نهاية المطاف. ولاتزال الكنيسة الأم في المشرق تنظر بعين الرعاية والعناية لأبنتها الفتية بالغرب وبلاد المهجر.
عرف السريان الهجرة من بلدانهم مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بعد مذابح طور عبدين وقراها، فقصدوا الأمريكتين شمالاً وجنوباً، ومن ثم أرسلت الكنيسة السريانية رجالاتها إلى هناك منذ بدايات القرن العشرين تقريباً، لرعاية الشعب المجروح والمنكوب، وتأسست الكنائس حيثما حل المؤمنون. ففي البرازيل كان للسريان كنيسة بل كنائس منذ سنة 1938م، بينما لم يعرف الأقباط الهجرة كظاهرة إلا بعد منتصف الستينيات من القرن العشرين.
1- في العراق:
قصد العديد من شباب الأقباط العراق للعمل منذ بدايات السبعينيات من القرن العشرين، وعلى الرغم من أن للأقباط كنيسة ببغداد العاصمة إلا أن تواجدهم لم يقتصر على بغداد فقط. فقد قصد بعضهم الموصل كركوك والبصرة وسواهم من المدن والحواضر العراقية. فكان الكاهن القبطي المُقيم ببغداد يقوم بزيارات متوالية لتلك المدن المختلفة على قدر طاقته. وفي فترات الحروب والإضطرابات كان لا يستطيع السفر والتنقل بسهولة، وأحياناً كان يُغادر بغداد نفسها لفترات طويلة. فكان يقوم بخدمة الجالية القبطية بكل جد وتفاني في تلك الفترات العصيبة كهنة السريان الأرثوذكس. وصلنا أخبار بعضهم، نذكر منهم المتنيح القس هادي شمعون كاهن كنيسة السيدة العذراء (المعروفة باسم كنيسة الطاهرة) بالموصل، الذي خدم الجالية القبطية بالمدينة المذكورة لسنوات طويلة بكل حباً وعطاء، وقد زار مصر في صيف سنة 1993م، وحل ضيفاً عند قداسة البابا. فتبارك بزيارة الأديرة القبطية بوادي النطرون وحضر الأحتفال بمرور 44 سنة على رهبنة قداسة البابا .
2- في البرازيل:
قصدت بعض العائلات القبطية البرازيل منذ ذلك الوقت وإذ لم يكن لنا فيها كنيسة أو كاهن، فكانت العائلات القبطية هناك تتزود بالأسرار المقدسة بالكنيسة السريانية الأرثوذكسية. ولما شاء الله ورتب أن تبدأ خدمة الأقباط بتلك البلاد أرسل قداسة البابا شنودة الثالث نيافة الأنبا بطرس الأسقف العام الذي أمضى هناك حوالي الأربعين يوماً، رتب خلالها تأسيس وبداية الخدمة هناك. حيث حصل على إذن من قداسة البطريرك السرياني مار أغناطيوس زكا الأول بأن يستخدم الأقباط كنيسة مار يوحنا المعمدان للسريان الأرثوذكس بسان باولو لأقامة عبادتهم . وقد أستمر هذا الوضع جزء من فترة خدمة المتنيح القمص شاروبيم يعقوب (1991-1992م) الذي بقى بالبرازيل 11 شهراً، ثم لمدة ثلاثة سنوات من خدمة الراهب القس أغاثون الأنبا بولا (1993-1996م) (وهو حالياً نيافة الأنبا أغاثون أسقف البرازيل).
3- في إنجلترا:
للسريان الأرثوذكس عدد من العائلات النازحة من العراق والتي تقطن بمدينة لندن وضواحيها، وإذ لم يكن لم كنيسة يُتممون فيها عبادتهم، فكانوا يستخدمون كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس بوسط العاصمة البريطانية، بعد أن عين لهم قداسة البطريرك السرياني أحد الكهنة الرهبان لرعايتهم . وهناك أفتقدهم قداسته أكثر من مرة، وقدّس لهم على هذا المذبح القبطي، ورسم لهم الشمامسة لخدمة الكنيسة. ثم أبتاعت الجالية السريانية بلندن قطعة أرض وهم بصدد إستكمال أعمال البناء والتشييد، لتكون كنيسة ومركز لسريان بريطانيا ككل.
|