انشغلوا بالأمور المصيريّة الأعظم،

احتدم الصراع قديمًا بين أميرين في الهند، وأخيرًا حُسمت المعركة لصالح واحد منهما. وكانت العادة أن يجلس الأمير المنتصر فوق فيل ضخم يتحرّك به في شوارع مدينته، وأمامه موكب من أسراه يسيرون قدّامه حفاة الأقدام. وقبل أن يتحرّك الموكب دار بين الأمير المنتصر والأمير المهزوم هذا الحوار:
- اخلع ثياب المُلك، وسرْ أمامي حافي القدمين مثلك مثل بقيّة الأسرى.
- كيف يحدث هذا لي؟ كيف أسير حافي القدمين؟ أيّ كلمات سخرية سأسمعها؟
- بل أكثر من هذا، سوف تحمل هذا الإناء الممتلئ باللبن حتّى حافته، وسوف يسير بجوارك واحد من الحرس أمرتُه بأن يقطع رأسك، في الحال، إذا ما سال منك اللبن إلى الأرض، ولو نقطة واحدة منه.
وسار الموكب في شوارع المدينة... ونجح الأمير المهزوم في أن يحفظ حياته... فلم يدع نقطة واحدة من اللبن تسقط منه. وأحضروه مرّة أخرى أمام الأمير المنتصر، فبادره بهذا السؤال:
- ماذا كان شعورك وأنت تسمع كلمات السخرية والتعيير من الجماهير؟
- صدّقني بأنّي لم أكن أسمع شيئًا. لقد كنت بجملتي منشغلاً في إناء اللبن الذي سيحدّد مصيري.
أيّها الأحبّاء: هل تجرحكم كلمات الناس التي تنتقدكم؟ هل تفقدكم فرحكم الداخليّ؟ هل تهبط عزيمتكم وتعطّل انطلاقكم في الحياة مع الله؟ افعلوا كما فعل الأمير المهزوم، وانشغلوا بالأمور المصيريّة الأعظم، انشغلوا بأمور السماء... وبربح نفوسكم وخلاصكم... وبهدم حصون مملكة الشيطان التي يحاول أن يزجّكم فيها عبر يأسكم وانزعاجكم، وستقدرون أن تردّدوا مع الرسول بولس: "مستأسرين كلّ فكر مستأسرين كلّ فكر لطاعة المسيح" (2كو 10: 5).

اعداد راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطع

بارك الرب عمل يديك اخت رغده

ربنا لا يحرمنا من مشاركاتك المميزة

الشكرِ والاحترامْ
اقدمها لكِ تعبيراً عن شكري

علىالمرور
تحياتي ...

» زوادة اليوم: الإهتمام بالأمور الزغيرة
» يقول الحبر الأعظم
» فرنسيس، فاطيما ونهاية العالم هل يعرف الحبر الأعظم ما لا نعرفه؟