سؤال : لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث
هل ورث الإنسان خطية آدم نفسها
أم ورث الطبيعة الفاسدة التى نتجت عن هذه الخطية ؟
الجواب :
أستطيع أن أقول ورث كليهما ...
أنظر ماذا يقول القديس بولس الرسول فى رسالته إلى رومية :
" كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ، وبالخطية الموت :
وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس ، إذ أخطأ الجميع " " رو5: 12 " .
لاحظ عبارتي " دخلت الخطية إلى العالم " " أخطأ الجميع " .
ويقول أيضاً ".. بخطية واحد مات الكثيرون " " رو5: 15 " ويقول كذلك "
بخطية الواحد قد ملك الموت " " رو5: 17 " " بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع
الناس للدينونة " " رو5: 18 " . وأنظر بالأكثر إلى هذه العبارة الواضحة :
" بمعصية الإنسان الواحد ، جُعل الكثيرون خطاة " " رو5 : 19" .
هنا لا يتكلم عن فساد الطبيعة البشرية ، وإنما عن خطية الواحد ، ومعصية
الواحد ، وعن خطية واحدة . وبسببها اجتاز الموت إلى جميع الناس .. أما عن
الفساد فتعبر عنه عبارة " دخلت الخطية إلى العالم " رو5: 12 " .
ولعلك تقول : وما ذنبنا نحن ؟ فأجيبك بأمرين :
1- لقد كنا فى صلب آدم حينما أخطأ .
فنحن لسنا غرباء ، وإنما جزء منه .
وبنفس التفسير يتحدث بولس الرسول عن أفضلية الكهنوت الملكى صادق على
الكهنوت الهارونى بأن هارون " كان بعد فى صلب أبيه حين استقبله ملكى صادق "
" عب 7: 10 " . كذلك حينما بارك ملكى صادق ابراهيم ، كان هارون فى صلبه .
وعندما دفع العشور لملكى صادق كان هارون فى صلبه " عب 7 " .
2- عملية الفداء تحل مشكلة عبارة " ما ذنبنا نحن ؟ " .
اذكر أيضاً قول داود النبي فى المزمور الخميسين :
" لأنى هأنذا بالإثم حبل بي ، وبالخطية إشتهتنى أمى " " مز 50 " .
إن الزواج مكرم ، وهو سر من أسرار الكنيسة . ولكن أمهاتنا ولدتنا والخطية الأصلية فيهن ...
وإلا ، فإننا نسأل سؤالاً عقيدياً هاماً ، وهو :
لماذا إذن نعمد الأطفال ؟
لأنهم ورثوا الخطية الأصلية الجدية ، وعاقبتها الموت ...
والإنسان الكبير السن حينما ينال سر المعمودية ، ينال غفران الخطية
الجدية ، التى ورثها عن جديه آدم وحواء .
وأيضاً الخطايا الفعلية التى
ارتكبها قبل المعمودية بسبب فساد طبيعتة البشرية .