سؤال: كيف أتخلص من خطية الغضب؟
الإجابة:
* نوعان من الغضب:
يوجد نوعان من الغضب: أحدهما الغضب الخاطئ، الذي نعتبره خطية واضحة، أو مجموعة من الخطايا. على أنه يوجد غضب آخر سليم، لا عيب فيه. بل قد يكون غضبًا مقدسًا أو غضبًا واجبًا. وسنتحدث عنه الآن قبل أن نتكلم عن خطية الغضب.
1) الغضب المقدس:
وهو غضب لأسباب مقدسة من أجل الحق، ولا تدخل فيه الذات، ويكون بأسلوب سليم، وليس بعصبية أي ليس بنرفزة، ولا يكون بجهل، ولا بسرعة..
والكتاب المقدس يعطينا أمثلة من غضب الله، وغضب الرسل والأنبياء. كما يعطينا التاريخ أمثلة من غضب القديسين.
فينبغي أم يفرق الإنسان بين الحزم والنرفزة.. وكما يقول الكتاب: "اغضبوا ولا تخطئوا" (أفسس 26:4). مثل أن نغضب من أخطائنا الشخصية.. أي اغضبوا على أخطائكم وعلى طباعكم.
2) ما هو الغضب الخاطئ؟
الغضب الباطل هو غضب لأسباب شخصية، أو لأمور مادية أو عالمية، وليس لسبب مقدس. والمظهر الثاني له أن هذا الغضب يتم بطريقة باطلة، يفقد فيها الإنسان أعصابه ويخطئ..
ومن الآيات التي تناولت هذه الخطية:
"قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومَنْ قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم إن كل مَن يغضب على أخيه باطلًا، يكون مستوجب الحكم" (إنجيل متى 22،21:5).
"لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يعقوب 20:1).
"الرجل الغضوب يهيج الخصام، والرجل السخوط كثير المعاصي" (سفر أمثال 22:29).
"لا تسرع بروحك إلى الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال" (الجامعة 9:7).
"لا تستصحب غضوبًا، ومع رجل ساخط لا تجيء" (الأمثال 24:229).
* الغضب هو خطية منفرة ومركبة:
ليس الغضب مجرد خطية بسيطة، بل هو مجموعة من الخطايا مركبة معًا في أسبابها وتشعباتها ونتائجها.
1- خطية فيها الحدة والعصبية.
2- ومع الغضب يوجد عدم المغفرة.
3- ويحمل الغضب داخلة قسوة في القلب.
4- ولذلك يحمل الغضب أيضًا لونًا من البغضة.
5- وخطية الغضب تتنافى مع الوداعة واللطف.
6- وفي الغضب يفقد فضيلة التواضع أيضًا.
7- خطية الغضب ترتبط دائمًا بخطية إدانة الآخرين.
8- يقع الغضوب أحيانًا في خطية الظلم.
9- وفي غضبه قد يقع في الشتيمة والإهانة.
10- وقد يقع في كثير من خطايا اللسان.
11- وإذا ترسب الغضب في القلب يلد حقدًا.
12- والغضب هو ثورة تهدف إلى الانتقام.
13- والغضب يحمل داخله خطية أخرى هي عدم الاحتمال.
14- وقد يتحول الغضب إلى خصومة وإلى معارك.
15- وتدخل في خطية الغضب أيضًا خطية إعثار الآخرين.
16- ومع الغضب قد تكمن خطية التهور والاندفاع.
17- وفي الغضب فقدام للصورة الإلهية.
18- وقد يفقد الغضوب كثيرًا من علاقاته.
19- خطية الغضب أيضًا ضد فضيلة السلام.
20- وخطية الغضب أيضا ضد فضيلة الفرح، التي هي من ثمار الروح.
21- والغضب أيضًا مصحوب بالجهل.
إذن هي خطية مركبة.. والغريب أن مَنْ يخطئ في كل هذا، يجمعه في عبارة واحدة في اعترافه أمام الأب الكاهن. فيقول مجرد كلمة "غضبت" أو "وقعت في خطية الغضب"!
وهناك العديد من الأمثلة من الغضب القاسي، منها غضب قايين (التكوين 5:4)، وغضب شمعون ولاوي (تكوين 5:49)، وغضب عيسو على يعقوب، وغضب داود على نابال، وغضب شاول الملك على داود..
* نتائج الغضب السيئة:
1- يعمي بصيرة النفس، ولا يجعلنا ننظر لأخطائنا الشخصية، ويفقد الإنسان الكرامة وتقدير الناس.
2- من نتائج الغضب خطايا كثيرة كما يقول الكتاب المقدس أن الرجل الغضوب كثير المعاصي (الأمثال 22:29).
3- والغضب من الناحية الطبية مضر.
4- ومن نتائج الغضب السيئة: العثرة وضياع السمعة.
5- إساءة العلاقات مع الآخرين.
6- عرقلة الصلاة و التناول.
وهناك العديد من الأنواع والدرجات للغضب، كما يوجد العديد من الأسباب المؤدية له.. ومن تلك الأسباب: الطبع – الذات والكرامة – أن الشخص يريد كل شيء حسب هواه – حب التسلط – عدم المحبة وعدم الاحترام – الإرهاق الجسدي والعصبي – الإلحاح – المشغولية – متاعب الذكاء – الغضب القبلي – أسباب نفسية – قلة الحكمة – حرب شيطانية – فقدان الاتضاع – أخطاء الآخرين – عدم الطاعة – أسباب مالية ومادية – دعوى الدفاع عن الحق – الغضب بحجة إصلاح الآخرين..