القديس الأنبا صموئيل المعترف
قلعوا عينه من أجل إيمانه المستقيم
==========
وُلد هذا القديس سنة 597م في بلدة مليج النصارى مركز شبين الكوم
وقد اهتم والده بتربيته تربية مسيحية، ولما كبر أراد والداه أن يزوّجاه
لكنه رفض وبعد نياحة والديه قصد دير القديس مقاريوس
عام 619م، حيث ترهب هناك.
وفي الدير كان يأكل مرتين في الأسبوع، وكان لا يأكل خبزًا مدة الصوم الكبير.
وكان حارًا في صلواته مداومًا على القراءة في الأسفار الإلهية وسير الآباء القديسين.
وكل من كان يراه كان يتعزّى من منظره.
بعد أن ذاع صيته رسموه قسًا على كنيسة القديس مقاريوس بالإسقيط.
وفي عصره حاولت الدولة الرومانية إجبار الأقباط قبول طومس (وثيقة) لاون
أسقف روما وقرارات مجمع خلقيدونية
التى لا تتفق مع إيماننا الصحيح بالسيد المسيح.
وصل رسول إلى دير أبي مقار ومعه طومس لاون المذكور
وقرأه على مسامع شيوخ الدير ثم سألهم:
"أتؤمنون بهذا الإيمان المكتوب الذي قرأته عليكم؟"
أما الرهبان فلزموا الصمت ثم أمسك أنبا صموئيل بالطومس وقال للرهبان:
"يا آبائي لا تخافوا ولا تقبلوا هذا الطومس.
محروم مجمع خلقيدونية ومحروم لاون المخالف، ومحروم كل من يؤمن بإيمانه"
ثم مزّق الطومس.
غضب رسول المقوقس وأمر أتباعه أن يعذبوه ويضربوه، فضربوه ضربًا مبرحًا بالسياط
حتى أصابت إحدى عينيه فقُلِعت، وكانت الدماء تسيل منه بغزارة
وحينئذ قال له القائد: " اعلم أن فقْأ عينيك هو الذي نجّاك من الموت.
وأنا مكتفِ بذلك".
ثم طرده من الدير فأتاه ملاك وعزّاه وأمره بالذهاب إلى إقليم الفيوم
ليُقيم في الجبل المسمّى القلمون جنوبي إقليم الفيوم.
وبالفعل مضى وسكن هناك فسُبي مرتين بواسطة البربر الذين يعبدون الشمس
وحدث أن وضعوا قيدًا حديديًا في رجل القديس اليمنى ورجل الجارية اليسرى
وأرسلهما على الحال ليرعيا الجمال في الحقل.
وهكذا كانا يسيران معًا ويرقدان معًا لا يبرح القيد رجليهما
وفي كل ذلك كان الأنبا صموئيل يزداد قوة وشجاعة.
إنقاذه من التجربة
كان القديس يتوسل إلى الله بدموع لكي ينقذه من هذه التجربة المرة
والرب دبّر إنقاذه بأن أعطاه موهبة شفاء الأمراض
فقد أقام مقعدًا وشفى طفلاً كانت أصابعه ملتصقة
وأبكم، وشفى الجارية التي كانت مقيّدة معه من مرض الجذام الذي أصابها
كما شفى امرأة رئيس البربر الذي كان جسمها مضروبًا كله بالقروح
وذلك بكلمة واحدة:
"ربي يسوع المسيح يشفيكِ من مرضك".
بعد أن عاين سيده كل هذه المعجزات خاصة مع زوجته طلب إليه أن يسامحه في كل شر
وأراد أن يكافئه فطلب منه العودة إلى ديره...
وفي الدير دخل الكنيسة وقدّم الشكر لله فتراءت له السيدة العذراء وشجّعته
وكان معها أشخاص نورانيون الذين سألوها
إن كان البربر يفِدون إلى هذا الموضع ثانية
فقالت لهم:
"لا يكون هذا بعد الآن من أجل الشدائد التي تحمّلها صموئيل الناسك بالحقيقة
فإن ابني الحبيب يحفظه ويثبته".
فرح الأنبا صموئيل كثيرًا بهذه الرؤيا واستأنف نشاطه واجتمع حوله تلاميذ كثيرون.
وأخيرًا بعد جهاد حسن
تنيح بسلام في اليوم الثامن من شهر كيهك.
بركة شفاعته تكون معنا جميعا
آمين