باييسيوس الآثوسي : عندما يتزعزع الايمان
==========================
يا أبى، لماذا يفقد أُناس كثيرون ايمانهم؟
- إن لم ينتبه المرء لمواضيع الإيمان والعبادة فإنه تدريجياً ينسى ويمكن ان يصير عديم الاحساس ويصل لمرحلة ان لا يؤمن بشىء
- لكن يا أبى ، البعض يقولون ان ايمانهم تزعزع حين رأوا أُناس صالحين يتألمون
- حتى لو حرق الله كل الصالحين ، لا يجب ان يفكر المرء بأفكار شريرة ، بل علية ان يضع فى فكره ان اللة كل ما يصنعه يصنعه عن محبة . عليه ان يعرف كيف يعمل الله؟ فالله حين يسمح بحدوث شىء شرير ، ذلك لأن شىء صالح سيخرج من هذا الحدث
- يا أبى ، الاطفال أيضاً الصغار يتشككون اليوم لأن فى مدارسهم اساتذة يعلمونهم الالحاد
- لماذا يتشككون! القديسة كاترينا كان عمرها خمسة عشر عاما وبمعرفتها وحكمتها كانت تفحم الفلاسفة ، ياابنى يجب ان يكون المرء ثابت ولا يتغير ولا يقبل اى تنازلات تجاة مواضيع الايمان والوطن
- يا أبى ، قديماً كنت أصلى بإيمان وكان الله يستجيب لِما اطلبه ، لكن الآن ليس لدى هذا الايمان ، ما هو السبب؟
- السبب يا ابنى يكمن فى حساباتك العقلية ، فالمنطقية البشرية تزعزع الايمان ، قال الرب : كل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه . فى الحياة الروحية نحن نتحرك بمعجزات ، واحد+ اثنين لا يساوى دائماً ثلاثة بل ممكن خمس آلاف أو مليون . الحاجة الى استعداد وتهيئة وقصد حسن وثقة . ها، بالنسبه لصلب المسيح توجد تفاصيل كثيرة كانت لدى الانبياء – حتى ماذا سوف يصنعون برداءة ، وماذا سيصنعون بثمن الخيانة ، بأنهم سوف يشترون به حقل ليدفنوا فيه الغرباء ، لكن اليهود لم يدركوا حدث الصلب .
- عن كتاب: الآلام والفضائل