اعداد راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطع
=============================
ذهبت سيّدة لتستشير الطبيب المشهور في المدينة، لأنّها أصبحت متعبة جدًّا، وتنتابها تهيّجات حادّة لدرجة أنّ قواها صارت مهدّدة بالانهيار. فسألها الطبيب عدّة أسئلة، وأعطته السيّدة كشفًا عن حالتها، كانت قد أعدّته من قبل، ذكرت فيه كلّ الأعراض التي تشكو منها. وبعد أن اطّلع الطبيب على هذا الكشف، وبعد الكشف الطبّيّ على جسدها كالمعتاد، انتصب وقال لها:
- إنّ كلّ ما أنت بحاجة إليه، هو أن تقرأي كتابكِ المقدّس أكثر...
- فقاطعته، وهي في غاية الإندهاش من هذا العلاج الرخيص قائلة: ولكن، يا دكتور...
- إلاّ أنّ الطبيب لم يدعها تتكلّم، وكرّر وصفته بهدوء وثبات، وقال: اذهبي، يا سيّدتي، إلى بيتكِ، واقرأي كتابكِ المقدّس لمدّة ساعة كلّ يوم، ثمّ تعالي بعد شهر ابتداء من اليوم. واستسمح منها باحترام ولباقة بأن تتفضّل بتعاطي العلاج دون أن يترك لها فرصة للمناقشة.
فخرجت السيّدة غاضبة، بادئ الأمر، ثمّ ما لبثت بعد تأمّل قليل أن قالت في نفسها: "على كلّ حال لن يكلّفني هذا العلاج أيّ ثمن". وبالحقيقة، كانت قد أهملت قراءة الكتاب المقدّس منذ مدة طويلة، إذ طغت مشاغل الحياة عليها، فتدهورت حياتها الروحية، وتدهورت، تاليًا، صحّتها الجسديّة. وبضمير مستيقظ، اختلت بنفسها لتناول العلاج كما وصفه الطبيب. وبعد مضي شهر، ذهبت إلى الطبيب، ولمّا رآها بوجهها البشوش، قال مبتسمًا:
- حسنًا، إنّك مريضة مطيعة، وقد تناولتِ العلاج بانتظام، فهل تشعرين الآن أنّك بحاجة إلى أدوية طبّيّة؟
- أجابته مبتسمة: كلا، إذ أشعر كأنّي امرأة جديدة تختلف تمامًا عمّا كنت عليه من شهر، وما أطلبه، الآن، أن أعرف كيف أدركت حاجتي إلى هذا الدواء فقط؟
ففتح الطبيب درج مكتبه، وأخرج منه كتابًا مفتوحًا، هو الكتاب المقدّس، وقال: "لو أهملت قراءتي اليوميّة لهذا الكتاب، فبكلّ تأكيد سوف أفقد مهارتي في أن أكون طبيبًا ناجحًا، إنّي لا أذهب لإجراء أيّ عمليّة جراحيّة إلاّ بعد أن اقرأ هذا الكتاب وأصلّي. ولقد وجدت أنّ حالتكِ لم تكن بحاجة إلى علوم الطبّ، بل إلى منبع السلام والراحة، وعندما وصفت لك هذا العلاج، كنت واثقًا تمامًا أنّه العلاج الوحيد الموافق لك.
- فردّت عليه مؤكّدة قوله: وهذا ما لمسته في حياتي هذا الشهر.
- قلائل هم الذين يتناولون هذا العلاج مع أنّي وجدت في أحوال كثيرة أنّ هذا الكتاب له تأثير عجيب جدًّا في الذين وثقوا به وتعاطوه.
أحبّاءنا: لقد مات هذا الطبيب المشهور من سنوات عديدة، إلاّ أنّ علاجه ما زال باقيًا، وتستطيع أن تتناوله مجّانًا. اطلبه، واسأل صاحب هذا الكتاب، الله الآب، باسم الربّ يسوع المسيح أن يرشدك إلى سطوره بالروح القدس، فتشبع روحيًّا، وتسمن عظامك وتزول أوجاعك الكثيرة، فيمتلئ قلبك بالسلام وبيتك بالراحة، وتكون بركة وعلاجًا للآخرين، فانّ هذا الكتاب هو هو العلاج الرخيص لأنّه في متناول يد الجميع، وهو هو الغالي لأنّه كتاب الله سيّد الأرض كلّها.