قداسة الأهل هي أفضل تربية في الرب

قداسة الأهل هي أفضل تربية في الرب

علينا أن نرى الله في وجه الأولاد, ونقدِّم لهم المحبة في الله, وليتعلَّم الأولاد الصلاة أيضاً.
كي يصلي الأولاد, ينبغي أن يحملوا دم أهل مصلِّين.
هنا يخطئ البعض إذ يقول: طالما أن الأهل يصلُّون وهم أتقياء, ويطالعون الكتاب المقدس ويربُّون الأولاد "بأدب الرب وموعظته" (أفسس 6 : 4) فلا بد أن يصبح الأولاد صالحين. ولكن ها نحن نرى نتائج عكسية من جرَّاء الضغط.
لا يكفي أن يكون الأهل أتقياء, ولكن ينبغي أيضاً ألاّ يضغطوا على الأولاد ليجعلوهم صالحين بالقوة. من الممكن أن نبعد الأولاد عن المسيح عندما نمارس الديانة بغرور.
يرفض الأولاد التعسُّف, فلا تُلزموهم أن يتبعوكم إلى الكنيسة.
يمكنكم أن تقولوا لهم: "من يشاء, بمقدوره أن يأتي الآن معي أو يلحق بي".
أتركوا الله يتكلم في نفوسهم. إن السبب الذي يجعل أولاد بعض الأهالي الأتقياء فظِّين, ويدفعهم إلى التخلِّي عن الكنيسة وعن كل شيء, والمبادرة إلى أماكن أخرى للارتياح والشعور بالرضى, هو ذلك الضغط الذي يمارسه الآباء "الصالحون".
فالآباء "الصالحون" الذين اهتموا بجعل أولادهم "مسيحيين صالحين", ضغطوا عليهم بمحبتهم البشرية تلك, فصار العكس. أي الأولاد أُجبروا وهم صغار, وعندما أصبحوا في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة أو الثامنة عشرة, أظهروا نتيجة عكسية.
بدأوا يذهبون مع رفاق السوء كردَّة فعل, ويتفوَّهون بأقوال فاسدة.

بينما لو أنهم نمو في جو من الحرية, وهم يرون النموذج الصالح لدى الكبار, لَفَرِحنا برؤياهم عندما يكبرون. هنا يكمن السرّ: أن تكون صالحاً وأن تكون قديساً, كي توحي وتشع. يبدو أن حياة الأولاد تتأثر بإشعاعات الأهل.
يُصرّ الآباء ويقولون لابنهم: "إذهب واعترف, إذهب وتناول, إذهب وافعل ذلك..." فلماذا لا ينجم عن ذلك شيء مع أنه يراك؟
إن ما تحياه يشع منك, فهل يشع المسيح منك؟ هذا ما ينتقل إلى ولدك. هنا يكمن السرّ. فإذا تم هذا الأمر وابنك ما زال طفلاً صغيراً, فلن تحتاج إلى تعب كثير عندما يكبر.
عن هذا الموضوع بالضبط, يستخدم سليمان الحكيم صورة رائعة, يؤكد فيها على أهمية الانطلاقة الجيدة والبداية الحسنة والأساس المتين. يقول في مكان ما: "ومن ابتكر في طلبها (الحكمة) لا يتعب, لأنه يجدها جالسة عند أبوابه" (حكمة سليمان 6 : 15).
"الذي يبتكر في طلبها", أي الحكمة, يعني الانشغال بها منذ الصغر. "الحكمة" هي المسيح, و"جالسة" تعني موجودة بالقرب.

عندما يكون الأهل قديسين, وينقلون القداسة إلى ابنهم, ويقدِّمون له تنشئة صالحة في الرب, عندئذٍ لا يتأثر الولد بأية مؤثرات سيئة ناجمة عن المحيط, لأنه سيجد الحكمة" خارج بابه", أي المسيح, ولن يتعب في اقتنائها.
يبدو أنَّه من الصعب جداً أن تصبح صالحاً, ولكنه في الواقع سهل جداً, عندما تنطلق حياتك منذ الصغر بخطوات صالحة. عندئذٍ, في نموِّك لن تحتاج إلى تعب, لأنك تملك الصلاح داخلك وتعيشه.
لا تتعب, لقد عشت الصلاح, وهو إرثك, الذي تحافظ عليه في كل حياتك إذا أردت.

الشيخ بورفيريوس الرائي
(سيرة وأقوال)
ترجمة دير راهبات السيدة بلمّانا

موضوع جميل ونصائح مهمة جداااا

ربنا يباركك رغدة

» ليكن يومك أفضل من الأمس، وغدك أفضل من اليوم.
» تربية الاطفال من كتاب الحياة المسيحية‎ ‎الاب بايسيوس
» لماذا اعطانا الرب جسده ودمه، وكيف تكون قطعة الخبز هذه جسد الرب؟ سؤال وجواب
» صلاة الأهل من أجل أولادهم
» الأهل أن يشاركوا أولادهم في هذه المعطيات عن الصيام