نشيد الظفر
نافذة على القداس الإلهي
النص :
قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوئتان من مجدك
هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الأعالي .
نشيد صغير تترنم به جميع الكنائس بما فيها كنيستنا الأرثوذكسية
قبل الكلام الجوهري وبالرغم من صغر هذا النشيد
إلا أنه من أروع ما يقدم للرب الإله الواحد في أقانيمه الثلاثة .
القسم الأول سمعه أشعيا النبي في الهيكل في رؤياه المشهورة أشعيا أصحاح 6 وهو :
قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوئتان من مجدك
هو نشيد ملائكي بامتياز سمع أشعيا النبي في الهيكل
ورأى تلك الرؤيا العظيمة فقد سمع ملائكة السيرافيم تنشده بلا انقطاع
ترتل 3 مرات قدوس والسبب أن الملائكة
تسبح الإله الواحد مثلث الأقانيم وكأنها تقول بتناغم :
قدوس هو الآب قدوس هو الابن قدوس هو الروح القدس
فهو تسبيح الثالوث القدوس ومن أفواه الملائكة تعترف وتقر
أن مجد الألوهة لله الواحد يملأ السماء والأرض وهنا أتذكر كلمات المزمور 104
1 باركي يا نفسي الرب . يارب إلهي، قد عظمت جدا. مجدا وجلالا لبست
2 اللابس النور كثوب، الباسط السماوات كشقة
3 المسقف علاليه بالمياه. الجاعل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح
وكذلك 1 أخبار 16 : 27
الْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ. الْعِزَّةُ وَالْبَهْجَةُ فِي مَكَانِهِ.
فالسماء والأرض تكتسي من نور المجد الإلهي وتصدح بنشيد المجد هذا مع الملائكة .
أضافت الكنيسة إلى نشيد الملائكة هذا نشيد الأطفال ممجدين الرب يسوع الراكب على الجحش في دخوله إلى أورشليم ظافرا منصورا لبدء مسيرة الآلام الخلاصية فأنشدوا :
وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:
«أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِيالأَعَالِي!».
متى 21 : 9
وهنا يكتمل النشيد فنحن نرتل هذا النشيد الذي أصبح يجمع السماء بالأرض
أي ترتيل الملائكة والبشر وبهذا يؤلف المؤمنون مع الملائكة جوقا واحدا
يسبحون عزة الثالوث القدوس المتساوي في الجوهر وغير المنفصل .
فكما اجتمع في هذا النشيد أهل السماء وأهل الأرض أيضا وحَّد هذا النشيد العهدين القديم والجديد
فالقسم الأول منه رتلته الملائكة وكان أشعيا النبي يستمع ويرى والقسم الثاني
رتلته الجموع للداخل ظافرا إلى المدينة المقدسة
وهنا تتجلى وحدة العهدين في التسبيح للثالوث القدوس .
ولذلك فلينتبه المؤمنون حين ترتيل هذا النشيد
أن يرتلوه بورع وخوف الله
فالآلاف من الملائكة تشاركهم هذا الترتيل للعزة الإلهية .
بقي أن نذكر بعض معاني كلمات هذا النشيد فائق الروعة .
فكلمة صباؤوت تعني الجنود أو القوات
كلمة هوشعنا بالعبرية أو أوصنا باليونانية تعني يا رب خلص أو يا رب بارك
فقدوس أنت أيها الآب
وقدوس أنت أيها الابن
وقدوس أنت أيها الروح القدس
قدوس هو الثالوث القدوس الوحدانية الأزلية ومنبع النور غير المخلوق
تبارك وتمجد اسمك إلى الأبد .
آمين