ميدالية مريم العجائبية: ما هو معناها؟ وما هو معنى الرموز عليها؟
وما الفرق بين الصور والميداليات المقدسة وبين التميمة؟
لصور يسوع والعذراء، القديسين أو الملائكة، وللأشياء المباركة أيضا مثل الصلبان أو الميداليات، قدرة كبيرة على حمايتنا من الشرير، ولكن يجب استخدامها بإيمان حقيقي تصاحبه صلاة من القلب إلى الله، والثقة في العناية الإلهية. لا يمكن بالتالي أن نحمل هذه الاشياء وكأنها "تعويذة" أو قطع تجلب الحظ السعيد، وإلا فسننتقل من الإيمان إلى تصرف متناقض تماما مع الإيمان، برتبط بالأحرى بعالم السحر. أود اليوم التذكير بميدالية ارتبط اسمها بأعجوبة، وهي تلك التي نرى فيها صورة السيدة العذراء مع عبارة: "يا مريم، يا من حبلت بلا دنس، صلي من أجلنا كي نرجع إليك". وبهذا الشكل الذي نجده مصوراً على الميدالية ظهرت العذراء في باريس عام 1830 لـلراهبة كاترين لابوريه. وعلى طرف الميدالية الآخر نجد حرف M في إشارة إلى اسم مريم، وعلى طرف الميدالية الآخر نجد قلبي يسوع ومريم، والذي يعكس، حسب ما كشفت أسرار فاتيما عام 1917، رغبة الله في أن تُرفع الصلوات إلى مريم وابنها المسيح معاً.
تتطلب هذه الميداليات والأشياء الأخرى التبريك، والذي لا يعني منح الأشياء المباركة قوة سحرية، بل التوجه إلى الله بطلب نعمة تعزيز وإكثار الفضائل في حياتنا اليومية، والحصول على حماية وشفاعة الشخصيات المصورة على الأشياء المباركة أو التي توحي إليها هذه الأشياء.
إلا أن الأشياء المقدسة والمباركة تجتمع في بعض الأحيان في حياتنا اليومية مع مظاهر السحر، فليس نادراً أن نرى أيقونة أو مسبحة أو صورة لأحد القديسين إلى جانب حدوة الحصان مثلاً، أو القرن الأحمر الصغير، الذي يُعتبر في أماكن كثيرة رادعاً للحسد والشرور. وأتذكر هنا قصة محددة حين توجهتُ سنوات عديدة مضت إلى أحد البيوت لمباركته حيث يشعر سكانه بـ "تواجد غريب" في المكان. وعندما دخلت لم أرَ أية صورة مقدسة على الجدران بل كان يتدلى من أعلى الباب ذاك القرن الأحمر الصغير. أغضبني هذا كثيراً وتوجهت إلى من استدعاني لمباركة البيت متسائلاً: "كيف تبحثون عن حماية من الشر بينما تعلقون على بابكم تميمة كهذه؟ ألا تعلمون أن هذه الاشياء شيطانية؟".