تأملات فى سفر يونان لقداسة البابا شنودة
البحارة أُمَميّون كانوا أفضل من نبي
ما أعجب أهل هذه السفينة التي ركبها يونان.. حقا كانوا أممين، ومع ذلك كانت لهم فضائل عجيبة فاقوا بها النبي العظيم. وفيهم تحقق قول الرب " ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن أتى بتلك أيضا فتسمع صوتي. وتكون رعية واحدة وراع واحد" (10 : 16).
هناك كثيرون غير معروفين للناس في عالم القداسة، ولكنهم معروفون عند الله بأسمائهم. ومن هؤلاء كان أهل تلك السفينة… كانت فيهم كل الصفات الجميلة، وأذ كان ينقصهم الأيمان عن جهل رأى الله أن يمنحهم الأيمان .
لعله تدبير إلهي أن ينزل يونان في هذه السفينة بالذات، من أجله ومن أجل هذه السفينة.. لم يشأ الله أن يمضى إلى كوره بعيدة"…. العجيب أن الله أعد له المكان الذي يهرب أليه من وجه الرب، المكان الذي يناسبه، والذي يسمع فيه كلمة منفعة، والذي يقف فيه أمام وجه الرب مرة أخرى، لكيما يرجعه أليه..
أعد له الله البيئة المقدسة التي تبكته على هروبه. ووجد نفسه وسط أناس أفضل منه في كل شيْ، ما عدا وظيفة النبوة..!