ووقوع القرعة على يونان،
كشف صفة أخرى جميلة في بحارة تلك السفينة الأتقياء....
*كانوا أيضا أشخاصا عادلين لا يحكمون على أحد بسرعة.
بل إتصفوا بطول الاناة، وبالفحص وإرضاء الضمير.
كان يمكنهم بعد وقوع القرعة على يونان،
أن يتخلصوا منه في الحال، وبخاصة انه كان يبدو غريبا..
كان نائما والكل يصلون
الا أنهم أرادوا أن يريحوا ضميرهم، فحققوا معه. قالوا له :
أخبرنا من أنت؟ وما هو عملك؟ ومن أين أتيت؟ وما هي أرضك؟
ومن أي شعب أنت؟ وبسبب من هذه المصيبة التي حلت علينا؟..
أسئلة كثيرة...
وهم يفعلون ذلك على الرغم من كل الآدلة التي تحت أيديهم.
ولكنهم مؤمنون أنه لا يليق بهم أن يحكموا على إنسان دون أن يعطوه فرصة
لكي يتكلم عن نفسه..
أما يونان فأعترف لهم وقال
" أنا عبراني، وأنا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر والبر،
وبمجرد سماعهم ذلك الكلام خافوا خوفا عظيما...
أنهم قوم بسطاء لا يكذبون غيرهم.
هل ألهك يا يونان هو اله البحر والبر؟..
نحن الآن في البحر، إذن فنحن في يد ألهك أنت.
ونحن نريد الوصول إلي البر،ألهك هو اله البر أيضا،
كما هو اله البحر، أذن فنحن في يديه.
لذلك خافوا ووبخوه قائلين " لماذا فعلت هذا؟!".
وللمرة الثانية يتبكت النبي العظيم من الأمميين.
حسنا أوجده الله في هذه السفينة التي يوبخه ركابها،
دون أن يستحوا منه كنبي..