لماذا يكره الشيطان مريم العذراء؟؟
ولماذا يجب أن تحبها؟؟!!
يكره الشيطان العذراء مريم ويقوم بكل ما في وسعه للحد من عبادتها وغرس الكراهية تجاهها منذ آلاف السنين. هل لاحظت أن العقائد المريمية والولاء لمريم لأمور تثير أقوى ردود فعل في أولئك
الذين يرفضون الكنيسة؟ يشعر بعض الكاثوليك الصالحين حتى بالحرج من التفاني لسيدتنا العذراء، ويشعرون أيضا أنه لا ينبغي أن نكون شديدي التعبد لها.
قد تتساءل أنت أيضا لماذا تعطي الكنيسة العذراء الطاهرة مكانة عالية وربما تتساءل لماذا اختار الله أن يكون لها دورا في عملية الفداء. إلا انني أود اليوم أن أفهم لماذا يكره الشيطان السيدة العذراء
كثيرا، ولماذا ينبغي علينا أن نكون فرسانا لها.
سوف تسحق رأسك
المشهد هو جنة عدن. والشخصيات هي الله والحية وآدم وحواء.
ويبتسم الشيطان بتكلّف منتصرا. لقد خدع حواء للتو، ومن خلالها، آدم.
إنه فخور بنفسه لأنه قد أفسد بنجاح عمل الله في الخلق، وجر
البشر –أو من يحبه الله حبا خاصا-إلى الموت والبؤس.
وقد ظهر الله لترتيب الفوضى، كاشفاً عن اللعنة المأساوية التي نشأت من الخطيئة، ولكنه كشف أيضا عن أول إشارة حول الإنجيل وعذاب الشيطان.
يبدأ الله بمخاطبة الشيطان، فيقول له انه سيأكل التراب طوال أيام حياته. ثم كشف عن شيء أرعب الشيطان وهو ان هزيمته آتية في نهاية المطاف على يد امرأة.
"وأجعل عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها فهي تسحق رأسك وأنت تصيبين عقبه" (سفر التكوين 3،15 ، ترجمة نوكس)
والآن، يتساءل العلماء حول ما إذا كان الضمير في الجملة مذكرا أو مؤنثا ، "إنها لتسحق رأسك" -أي ما إذا كان يشير إلى مريم العذراء أو يسوع المسيح. ولكنني سأكشف لك عن سر صغير: هذا
غير مهم. اذ أن يسوع سيسحق الشيطان من خلال مريم. انها الأداة التي سيستعملها يسوع عندما يدمر عدوه القديم.
مع أخذ ذلك في عين الاعتبار، يجوز قول "انه سيسحق رأسك" او "انها ستسحق رأسك." كما يقال لمهاجم مسلح، " خطوة واحدة بعد وسأطلق النار عليك "أو" خطوة واحدة بعد وسيرميك مسدسي
-ماغنوم44- بعيدا. "فكلاهما تصريحان حقيقيان.
فلماذا يؤلم الشيطان كثيرا أن تهزمه مريم؟ لماذا يريد الله استخدام مريم لهزيمة الشيطان؟ إليكم الإجابة.
" انزل الاعزاء عن الكراسي..."
ويكره الشيطان أن تأتي هزيمته في نهاية المطاف يد خادمة متواضعة في حن قد يقبل قلبه الفخوربتحمل الهزيمة على يد الله نفسه لأنه القادر على كل شيء. ولكن أن تسحقه سيدة صغيرة من
الناصرة؟ هذه الفكرة مهينة للغاية وتجعله يفقد صوابه لأنه إذا كان هناك شيء واحد يكرهه أكثر المخلوقات افتخاراً في جميع الخلق فهو إذلاله.
يجد الشيطان هزيمته من قبل مريم العذراء مذلة لأنها امرأة، والنساء هم الجنس الاضعف (1 بطرس 3: 7)، وهو يحتقر الضعف، فأكثر ما يحب هو أن يُساء معاملة النساء وأن تُذل وتستعمل كأي
غرض. ناهيك عن أن سيدتنا المباركة هي إنسان، والشيطان يكره البشر لأنه لدينا أجساد، وهو يعتقد أن الأجساد مثيرة للاشمئزاز. إلا ان هناك سبب آخر، أكثر عمقا، فالشيطان يكره أن يهزم من قبل
مريم: وهي بديلته في السماء.
كان لوسيفر في الأصل أروع إنجازات الله. وكان الأكثر جمالا وقوة بين جميع المخلوقات الأخرى التي خلقها الله، فأسكره هذا المجد. كان رائعا وعظيما فاعتقد حقا أنه يمكنه أن يكون أفضل من الله.
وصفات الشيطان هي الافتخار والحسد من الله العلي والقدير.
وما هي صفات سيدتنا العذراء؟ أولا وقبل كل شيء،التواضع لأقصى الدرجات. في الواقع، انها المخلوق الأكثر تواضعا على الاطلاق فمقابل كل مقدار من افتخار الشيطان، تظهر مريم ضعفيه من
التواضع وتقابل كل نقطة مليئة بالكراهية والحسد المرير في قلب الشيطان الأسود نقطتين من الثناء والعبادة والمحبة في قلب مريم كما ويقابل كل جزء من الفساد المشوه والمدمر في نفس الشيطان،
يمتلئ قلب مريم بالمزيد من النقاء والخصوبة. فبالنعمة، جعلها الله أكثر المخلوقات روعة والأكثر مجدا في كل الكون-بعد ان كان هذا اللقب لقب الشيطان.
فمريم الذي حبل بها بلا دنس هي نقيض الشيطان في كل شيء، وهي بديلته، وهو يعرف ذلك. ويظهر الاستبدال الإلهي للشيطان بمريم في ترنيمة التمجيد للسيدة العذراء، نشيد مريم.
تعظم نفسي الرب
وتبتهج روحي بالله مخلصي
لانه نظر إلى اتضاع امته
فهوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني
لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى جيل الاجيال للذين يتقونه
صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم