البيت الحصين

موضوع: البيت الحصين الجمعة فبراير 20, 2015 11:09 am

البيت الحصين

فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. متى 7 : 25
قبل أيام قليلة من الصوم الكبير المقدس نتعلم كيف يكون بيتنا حصينا .
فالبيت الحصين هو بيت النفس أو بيت العائلة بلا فرق أو تمييز وهو ليس البناء الحجري بل هو بيت الجسد الذي هو بيت النفس أيضا .
قبل بدء الصوم علينا القيام بجولة حول بيت النفس لنرى ماذا فعل به الزمن فرياح العالم المتلاطمه وبحرالعالم هو مائج طوال العام يضرب ذلك البيت من هنا ومن هناك من داخله ومن خارجه وتلك الجولة مهمة للغاية للتشخيص عن أي خلل قد أصاب ذلك البيت لكي نقوم بإصلاحه على الفور.
ولكن وللعلم ما هي صفات البت الحصين ؟
البيت الحصين يكون الرب يسوع موجودا في مركز أساس البت
البيت الحصين يكون محاطا بسور فولاذي من الشريعة
البيت الحصين كرمه حسن الثمر
كيف يكون الرب يسوع هو مركزا لأساس البيت ؟
كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا . 2 كورنثوس 6 : 16
إن كان الرب يسوع المسيح مركز ذلك البيت فوعده صادق أنه سيسكن فينا ولكن كيف يسكن فينا ونحن لم نطلب منه ذلك ؟ علينا أن نفتح أبواب البيت للرب الذي يقرع الأبواب خارجا . إنه يريد الدخول ليبارك كل شيء لكنه لا يدخل حياتنا رغما عنا بل هو يريد أن يدخل بإرادتنا فإن سمحنا له بالدخول ففي غمضة عين سينظف كل ما من شأنه أن يبعده عنا وسيبارك لنا كل شيء هل تذكرون الأرملة التي أضافت إيليا النبي كيف حلت البركة في بيتها فإن كان بنبي عبد للرب قد حلت البركة فكيف تكون البركة حين يحل الرب ويكون مركز ذلك البيت ؟
يتجدد حلول الرب في البيت حين نتحد به في الافخارستيا المقدسة حيث يتجدد حضوره فينا باستمرار ويوقظ فينا كره الخطيئة التي تسمم إيماننا وحياتنا .
ممارسة الأسرار المقدسة خصوصا مسحة الزيت المقدس والاعتراف والتوبة والقربان المقدس تثبت حضور الله في بي النفس فيعيش البيت سلاما داخليا هادئا مهما اشتدت الخطوب والمحن نصل إلى مرحلة إيمانية متقدمة لنصرخ مع الرسول بولس قائلين :
مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ رومية 8 : 35
وأيضا : مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، أفسس 2 : 20
أساس الرسل والأنبياء هو تعليمهم وسيرتهم والاقتداء بإيمانهم
وحين نردد كلمات الرسول بولس التالية :
لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. رومية 14 : 8
فنحن بالفعل جعلنا الرب مركز حياتنا فيكون بيتنا حصينا من الداخل .
البيت الحصين يكون محاطا بسور من الشريعة .
الشريعة التي أعنيها هي شريعة العهد الجديد التي أتى بها الرب يسوع المسيح والتي أساسها العميق هو فهمنا للعظة على الجبل التي أوردها القديس متى في إنجيل متى أصحاحات 5 و 6 و 7
العظة على الجبل هي الأساس المنيع لسور الشريعة الذي يجب أن يحيط بالبيت والتزامنا بوصايا الرب يسوع في الإنجيل .
ثم تأتي مرحلة بناء ذلك السور بالقراءة التأملية اليومية لكلمة الرب بأن نقرأ كلمة الرب بتمعن ونفهم مغزاها وأن نجعلها واقعا حيا متجسدا في حياتنا .
قراءة المزامير تدعم بناء سور الشريعة إذ أن المزامير هي من أرقى الصلوات التي يمكن رفعها إلى الله إن خانتنا الكلمات فبالمزامير نخاطب الرب بكلام عذب يسمعه فيستجيب لصلواتنا ويرحمنا .
ارتفاع السور هو بقدر ما نصلي ونتأمل ونحضر القداس ونصلي صلواتنا الخاصة في البيت كل هذا من شأنه تحصين بيت حياتنا ضد الشر والشرير وحينها نرى كرما قد غرسه الرب مرويا من نهر الروح القدس المتدفق دوما فتكون شجرة حياتنا خضراء دوما تعطي الثمار في أوانها مزمور 1
الصوم هو دعامة أخرى لبيت النفس ففي الصوم نتذكر خطايا وأخطاء من سبقونا ونأخذ العبرة من ضعفهم البشري ونقتدي بإيمانهم فنكسر شهوة الجسد ونكرس تلك الشهوات للرب ونعيش معه بالصوم والصلاة حياة طاهرة مقدسة
هذه الرسالة أيها الأحباء موجهة لنفسي أولا لأني أيضا تحت الخطيئة وبحاجة صلواتكم لأجلي لأتقوى في الإيمان والرجاء والمحبة راجيا من الرب أن تمس هذه الكلمات قلوبكم لخيركم في هذه الدنيا وتكون لكم كل الخير في الحياة العتيدة .
آمين

» شرح ابيات المديح البيت الرابع و الخامس و السادس البيت الرابع
» البيت المسيحي
» البيت المشرق
» شويه افكار لست البيت
» مديح السَّيدة البيت الثالث