كل فكر صالح يحلّ في القلب هو من النعمة الإلهية،
وكل فكر رديء يدنو من النفس تكون بغيته التجربة والإمتحان.
إذا توصّل الإنسان إلى معرفة ضعفه يكون قد بلغ كمال التواضع.
إن ما يجعل مواهب الله تتدفّق على الإنسان
هو القلب المتحرّك بالشكر بلا انقطاع،
أمّا ما يسلّط التجربة على النفس
فهو روح التذمّر المتحرّك في القلب بصورة دائمة.
إن الله يحتمل كل ضعفات الناس،
لكنّه لا يحتمل الذي يتذمّر باستمرار،
ولا يكتفي بذلك بل يودّبه أيضاً.
النفس البعيدة عن إشراقات المعرفة تكون أسيرة هذه الأفكار.
الفم الشكور ينال بركة من الله والنعمة تملأ القلب المثابر على الشكر.
فقبل النعمة التواضع، وقبل التأديب الكبرياء.
قلب الإنسان البعيد عن كل ذكر إلهي مليء بالحقدعلى قريبه،
أمّا الذي يهذّ بذكر الله فإنّه يكرّم جميع الناس
ويجد بمعونة الله عوناً له عند الجميع سرّياً.
ألا أعطانا الرب الفكر الصالح المليء بالنعمة الإلهية
وأبعد عنّا كل فكر رديء وقريب من التجربة والإمتحان.