حال البعيدين عن النعمة الإلهية
من سفر مراثي أرميا أصحاح 4
1 كيف اكدر الذهب، تغير الإبريز الجيد انهالت حجارة القدس في رأس كل شارع
2 بنو صهيون الكرماء الموزونون بالذهب النقي، كيف حسبوا أباريق خزف عمل يدي فخاري
3 بنات آوى أيضا أخرجت أطباءها، أرضعت أجراءها . أما بنت شعبي فجافية كالنعام في البرية
4 لصق لسان الراضع بحنكه من العطش . الأطفال يسألون خبزا وليس من يكسره لهم
أبناء النعمة الإلهية في نظر الله هم كالذهب في لمعانه حيث يعكسون في حياتهم نور المسيح وكالذهب في صلابته حتى أنه لا يمكن تشكيله إلا بالنار القوية .
ولأبناء النعمة يعطي الرب البركة والقوة والصلابة والثبات في الإيمان إنهم أبناء الله اللذين يتلقون البركة تلو الأخرى والرب يؤيدهم في سيرهم نحو خلاص نفوسهم .
فالسير مع الله يساعد المؤمن في الوصول لخلاص نفسه وذلك أولا بالإيمان بسر التجسد الإلهي وثانيا الإيمان بذبيحة الصليب للغفران والوصول للخلاص وعن هذا الإيمان تنبثق الأعمال الإيمانية التي تثبت المؤمن مع الله وذلك بالصلاة والصوم وممارسة الأسرار المقدسة في الكنيسة يسير الإنسان مع الله بكل قوته فينال الخالد بدل الزائل والتجارب كثيرة في التاريخ المقدس في العهدين القديم والجديد فالله لم يخلف وعدا للمؤمن الذي يسير باستقامة مع الله فهو يحقق كل وعوده ويعطي بسخاء أضعاف ما نطلب .
الله لا يتغير إنه هو هو أمس واليوم وإلى الأبد كما يقول الكتاب من يتغير هو نحن . فنحن من تغيرنا الأيام وغالبا ما يكون التغيير للأسوأ نحو البعد عن رحمة الله وانحرافنا عن طريقه .
لكل أمر من أمور الخليقة قانون وضعه الله فخرق القانون يكون له نتيجة سلبية بل ومميتة أحيانا .
إخوة يوسف باعوه للغرباء فامتلئوا رعبا حين رأوه سيدا .
في حروب شعب الله القديم كان الرب يضع رعبا مضاعفا في قلوب الأعداء .
يهوذا بن يعقوب ولد له ابن كان كثير الشر جدا ضربه الرب ومات
إبنا هرون وكانا كاهنين قربا للرب نارا غريبة على المذبح فنزلت نار الرب وأكلتهما أمام المذبح .
حنانيا وسفيرة زوجته يخبرنا سفر أعمال الرسل أنهما ماتا تحت أقدام الرسل لأنهما كذبا على الروح القدس .
سيمون الساحر حاول تقديم فضة لشراء موهبة الرسل فكانت فضته لهلاكه بحسب قول الرسول بطرس .
آريوس المجدف على كلمة الرب المتجسد اندلقت أحشاؤه في الحمام عقابا على تجديفه .
هذا حال الذهب الذي يراه الله في المؤمنين حين ينحرفون عن طريق الله ويسلكوا بحسب أهوائهم .
بانحراف الناس عن الطريق القويم تزول تلقائيا كل النعم والبركات السماوية لأن بهذا الانحراف يتكدر الذهب ويفقد بريقه وصلابته ويتحول فخارا قابلا للكسر والتهشم في كل لحظة .
بالانحراف عن طريق الرب يجف الزرع والضرع تشبع الحيوانات والبعيدون عن الرب يجوعون والجوع الأعظم هنا هو الجوع للرحمة الإلهية فهل ينتبه الإنسان لنفسه ؟
فما الحل ؟
الحل هو الرجوع لكلمة الرب .
فالعشار شعر أنه أمام الرب خاطئ قرع صدره ونادى الله بصمت وقال يا رب ارحمني أنا الخاطئ .
الابن الضال رجع إلى نفسه وأدرك فداحة البعد عن أبيه وعاين نتائج وخيمة عاد إلى نفسه ورجع .
تذكرنا لمجيء الرب الثاني ليدين الأحياء والأموات هو رادع نلتمس من رحمة الله أن نكون واقفين عن يمينه لينقلنا للملكوت السماوي .
تأملنا في قصة آدم وحواء وكيف خرجا من رحمة الله بفعل عدو الخير يكون رادعا لنا بالكفر بالشيطان وجميع أعماله .
وفي المحصلة نقول : لنستفيد من تجارب القدماء اللذين ساروا مع الله فسارمعهم وأعطاهم حياة مديدة وبارك كل شيء لهم لدرجة إن بركة إيمانهم امتدت إلى أبنائهم وأحفادهم ونسلهم .
ولكن كيف سنتعرف على تجارب القدماء والآباء القديسين إن لم نقرأ ونتمعن في كلمة الله متأملين بها والرديف القوي لكلمة الله هي سير وحياة الآباء القديسين إن هذه السير العطرة هي كلمة الله التطبيقية على أرض الواقع كيف عاش الآباء القديسون كلمة الله في حياتهم .
فلنستغل أيها الإخوة فترة الصوم وفترة الانقطاع عن الطعام بالذات في تغذية أرواحنا من كلمة الرب لتكون سورا حصينا لنا وتحمينا من شراك الشرير لكي يرانا الله دوما ذهبا لامعا وصلبا وقويا بنعمته الإلهية .
آمين