خشوعيات الصوم 3

خشوعيات الصوم 3

في مشوار الصوم لا بد من التوبة الحقيقية نستذكر خطايانا كل يوم ولا نعتقد بسهولة حياة التوبة فالآباء القديسون كانت كل حياتهم مشوار توبة وتنقية للنفس .
حين قرن داود الزنى بالقتل ونبهه الرب عن طريق ناثان النبي لبس داود المسح والمسح هو ثياب خشنة وذر التراب على رأسه ودخل بيت الرب حافيا وبقي صائما ساجدا باكيا لأيام عديدة .
من يقرأ مراثي أرميا بعمق وتأمل يجد كم بكى هذا النبي خطايا شعبه ويا ليته بكى خطاياه فقط . وكذلك الأمر تكرر مع دانيال النبي أيضا .
التوبة والغفران والتنقية لا تأت في يوم وليلة وليست بهذه السهولة لقد بقي بطرس بعد إنكاره الرب 3 مرات على أعصابه خوفا من طرده من مصاف الرسل وبكى وقتها بكاء مرا أي بكى بمرارة أن جحد حب السيد له هو بالذات لكن الرب أعلن وبلسان النسوة حين قال اذهبن وقلن للتلاميذ ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل وكأنه يقول وأنت يا بطرس ستبقى في مصاف الرسل حتى وإن ضعفت وأنكرتني .
في اليوم الأول للصوم الكبير المقدس لا أجد الكثير من البوادر للتوبة والندامة الحقيقية فما زال فيس بوك يمتلئ بالمواضيع الساخرة وغير الملتزمة ولا زالت بعض الفتيات يظهرن بملابس تخترق حرمة الصوم فأين بوادر التوبة والرجوع لأحضان الآب السماوي .
في الصوم لنندم على خطايانا ونعترف بها ونخضع لقوانين التأديب بالصلاة والصوم .
في الصوم لتكثر الحركات الإيمانية كالدموع والركوع والسجود وحضور الصلوات اليومية .
في الصوم ليكثر قرع الصدر وطلب الغفران بحرارة
في الصوم نلتزم بالملابس المحتشمة والبساطة في كل شيء نلتزم بقلة الكلام والهدوء وقراءة كلمة الرب والمزامير .
عيشوا الصوم كما يجب أن يُعاش
عيشوا حياة التقشف وقلة الطعام
لا تأكلوا في الصوم الأطعمة الشهية
ليضبط كل منا تصرفاته وأفعاله وحركاته وكلامه
هذه صفات من يريد التوبة وليساعده الصوم في تنقية نفسه والتقرب إلى الله .
مباركون انتم يا من نويتم وصممتم على التوبة والاستغفار
لتكن بركة الرب مع نياتكم في الرجوع لأحضان الله
صوما مباركا لجميعكم —