الإنسان في طبيعته الساقطة لا يعرف معنى المحبة الحقيقية، لأنه في واقعه الاختباري هو منعزل عن الله، ولذلك لا يعرف المحبة الحقيقية، لأن الله محبة، والمحبة بكونها الله فهي تلد معرفة خاضعة للإيمان، والإيمان بطبيعته يحمل طاعة، ولذلك ترتاح النفس جداً بطاعة الوصية، ووصية المسيح الرب هي المحبة، والمحبة التي أعلنها لنا الرب يسوع، أعلنها مصلوبة، لأن أساس قاعدة المحبة هو الصليب، فعلى مستوى التجديد والإنسان الذي دخل في سرّ الحياة الجديدة في المسيح يسوع وقد تذوق محبة الله والحرية في المسيح، فأنه رأى وعاين في الله: "المحبة"، والتي هي سبب سرّ الغفران:
- اقتباس :
-
- اقتباس :
+ [ لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار ] (رومية 5: 6)
فالمسيح مات بالصليب لمن لا يستحق، بل ولمن لم يطلب أو يسأل، وأعطى غفران لمن لم يتوسل، وفتح باب الفردوس لمن لم يكن له رجاء، بل وأزال اللعنة التي شعرها الإنسان بسبب الموت الذي دخل إلى طبيعته، فصارت وصية المصلوب: "باركوا ولا تلعنوا"، بل وجعل كل الوصايا الخاصة بسلوك الإنسان ثمرة المحبة، وذلك حينما يدخل (الإنسان) في سرّ الإيمان الحي بالمصلوب القائم من الأموات، ولم يعد هناك شريعة أُخرى سوى شريعة المحبة، ولذلك فأن علامة المسيحي الحقيقي هو الصليب، أي يحيا مصلوب مع المسيح، وبكون الصليب بذل الحياة بلا تراجع وعن تقدمة إرادة واعية في المحبة بحرية، فأنه يُثمر تلقائياً بدون عناء قوة غفران مقدمة للجميع وظاهرة في الأعداء بدون عناء أو غصب النفس.
- اقتباس :
+ أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، احسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (متى 5: 44)
+ لكني أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، احسنوا إلى مبغضيكم (لوقا 6: 27)
+ أحبوا أعداءكم، واحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً فيكون أجركم عظيماً وتكونوا بني العلي، فأنه منعم على غير الشاكرين والأشرار (لوقا 6: 35)
+ طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة (1بطرس 1: 22)