شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم الرابع عشر
---------------------
تامل في اقتداء مار يوسف بمريم العذراء
ان يسوع هو مثالنا كما قال بفمه الالهي مثالا اعطيتكم فالاقتداء بمثله الالهي هو اول شرط للخلاص وبذلك قائم الطريق الملكية التي تقودنا الى الله لكن هذا المثال هو قمة مرتفعة تناطح السماء فاني لضعفنا البشري الاقتداء به والنسج على منواله وذلك الضعف هو سبب قلة المقتفين الحقيقين لاثار السيد المسيح ولكن هنالك واسطة امينة وطريق سهل للوصول الى هذة الغاية المقدسة وهو الاسترشاد بالعذراء المجيدة المنارة النيرة التي يهتدي بها ما بين ظلمات هذه الحياة فهي انجح وسيلة للاقتداء بالمسيح كما يؤكد القديسون لان العذراء اكمل وافضل صورة لابنها الالهي عرف مار يوسف سر النجاح الروحي هذا فتمسك به جد التمسك ففتح له باب الكمال على مصراعيه فدخله وخطا في ميدانه خطوات جبار عرف بنور الايمان قيمة الكنز الثمين الذي امتلكه في شخص خطيبته فدهش لسمو فضائلها وفهم ان السر على خطواتها يكفل له النجاح التام في الوظيفة السامية الملقاه على عاتقه ليصبح خير اب لخير ابن ولد منها وهي بتول ففي يوم عقد قرانه المغبوط عليها تاثر جد التاثر من عظمة نقاوتها الملاكية حتى انه حسب التقليد جدد نذر عفته الدائم الذي به خصص ذاته لله وهو شاب وعندما عرف بالاختبار عظمة فطنتها وحرصها على كتم اسرار السماء وثقتها المدهشة بالله الذي صنع فيها عظائم تعلم منها دروسا سامية في الفضيلة كقبول نعم الله بروح متضعة وعدم المبالاة باحكام الناس الباطلة وايثار احتمال كل انواع الاذى على افشاء ما يجب افشاؤه لقد شاهد بام عينه سمو اخلاقها ازاء ما عانته من رذل الناس لها وقساوة قلوبهم وانقيادها التام في الذهاب الى مغارة حقيرة لتلد فيها مخلص العالم عاين وشهد باعجاب احترامها العميق وحبها الجم وحنانها الوالدي للطفل الالهي فتعلم منها ان يبتسم لاهانات ويبش لاظهادات وفوق كل شي قرا عليها الاعتناء البليغ بالطفل العجيب لنتبع القديس يوسف الى هيكل اورشليم او على طريق المنفى الى مصر او الناصرة نراه دائما برفقة مريم يحادثها يصلي معها يساعدها في مدارتها ليسوع يصغي الى اقوالها يكتم اسرارها يحترم حاسياتها يشاطرها تعبها وراحتها يقاسمها افراحها واحزانها فكانما كانا قلبا واحدا وفكر واحدا ونفسا واحدة ياللانوار التي كانت تنعكس في نفس يوسف يالامثلة التي كانت تصعده في مراقي الكمال كان سعيدا بالسير على خطوات خطيبته كان تواقا الى اتخاذها اسوة له في كل شئ لذلك يقول مار فرنسيس سالس ان يوسف كان ينمو يوميا في القداسة وما كان شوق مريم سوى ان تشاركه بكنوز نعمها وان تزيده صعودا في سلم الكمال ونيل الخطوة في عيني الله
خبر
--------
ظهرت يوما البتول عليها السلام لعبدتها الامينة ماري اكريدا وقالت لها اعلمي يا ابنتي بان خطيبي هو اعظم قديسي الله ومن اشرف امراء البلاط السماوي وانك لاتقدرين ان تتصوري سمو قداسته فلا يستطيع البشران ان يعرفوا ما حوته نفسه من مواهب فريدة الالدى معاينتهم الله فاشكري الرب على انه غمره بنعمته السماوي وعلى الفرح الذي ان شفاعته لدى الله لا ترد لانه من اخص احبائه وانه في وسعه ان يغمد سيف عدل الله وينال للخطاة اعظم النعم
اكرام
--------
لاتفصل مريم ويوسف في عبادتك لان الله قد جمعهما بربط لا يمكن فصلهما واذا اعطيت المحل الاول لمريم فاداب ايضا في اكرام يوسف ونشر عبادته
صلوة
--------
ايها القديس الجليل يا خطيب العذراء الكلية القداسة استحلفك بحق الحب الذي به احببت مريم ان تستمد لي النعمة بان اتعبد لها عبادة حقيقية واحبها محبة قلبية واخدمها خدمة خالصة لانها بعد يسوع تستحق محبة واكرام الملائكة والبشر فلا تخيب املي ولا ترذل طلبتي بل ساعدني حتى انال الشرف العظيم بان احصى بين عبيدها الامناء على الارض فاستحق ان اتمتع برؤيتها في السماء حيث اسبحها معك الى الابد امين...