شهر مار يوسف البتول : اليوم الخامس عشر

شهر مار يوسف البتول

--------------------------

اليوم الخامس عشر

------------------------

تامل في ما احتمله القديس يوسف

قال احد العلماء حيثما كان يسوع كان هناك صليبه ايضا لقد كان القديس يوسف ومريم قبل ولادة يسوع عائشين عيشة هادئة وان فقرية لكنهما حالما حصلا على يسوع خسرا الراحة اذا لا يمتلك يسوع خلوا من صليبه يتصور الناس وكانهم على الحق بان مار يوسف كان اسعد القديسين نعم ولكن لاتنسى انه كان ايضا اكثرهم احتمالا وصبرا هذا هو موضوع تاملنا في هذا اليوم نزلت به اول محنة بضعة اشهر بعد عقد قرانه على مريم طعنت فواده الحنون ومزقت قلبه الطاهر ايما تمزيق وذلك لانه كان يجهل الاعجوبة التي تمت في مستودعها بقوة العلي واذا كانت العذراء بتواضعها العميق قد وكلت امرها الى الله لم تنبس بكلمة قط ولم تكاشف قرينها بتلك المعجزة لذلك شد ما كانت دهشته لدى معرفته حالة خطيبته اليافعة تلك التي كان يحتسبها زنبق النقاء ومعين الطهر بل ملاكا مجسما فحدث عن قلقه ولاحرج اخذت الافكار السوداء تتلاطم في نفسه كبحر عجاج اذ كيف كان يمكنه ان يشك بفضيلة مريم وهو مقتنع من سمو فضائلها وقداسة سيرتها انما حالتها وسكوتها كانا يشهدان عليها لذلك كانت الحيرة قد استولت عليه واخذت من نفسه كل ماخذ ان اقام معها خالف الشريعة وان اطلق سبيلها عرضها لخطر الموت فشهامته على شرف مريم الذي هو شرفه وتمسكه الشديد بناموس موسى الهماه واسطة بها يحافظ على الاثنين ولا يدوس حقوقهما وهي ان يخليها سرا ويذهب الى ارض غريبة يعيش فيها حتى موته يالحكمتك ايها البار ويا لشفقتك بل يا للتضحية التي اوشكت ان تضحي بها اولى من ان تمس قداسة الناموس وشرف القريب فبينما كان على وشك اجراء قصده الحماسى ادركت الرحمة الالهية هذا البار الغيور فاوقدت اليه ملاكا اطلعه على اسرار الله والعظائم التي تمت في بيته وفي خطيبته وعلى الوظيفة السامية التي اختاره الله لها فاستبشر يوسف بهذه البشرى وسرى عن همومه وامن بكلما قال له الملاك في الحلم لم تتبدد المحنة الاولى حتى عقبتها محنة ثانية كان تاثيرها اشد وقعا على قلبه الابوي ان الملاك بشره بان المولود من خطيبته البتول وهو ابن العلى وها هو اذ يولد في مغارة كافقر الفقراء باكيا متوجعا الملاك بشره بان المولود هو مخلص العالم وسيعتق شعبه اسرائيل من اسر الخطيئة واذا بالملاك يظهر له ثانية وبامره بان يسرع الى ان يهرب به الى مصر لان هيرودس الملك عزم على ان يهلكه الملاك بشر مريم بان ابنها سيكون عظيما وان الله سوف يعطيه عرش داود ابيه ولا يكون لملكه انقضاء ويوسف لايرى سوى طفلا صغيرا وضيعا مضطرا كالعبيد الى الكدح والتعب لياكل خبزه حتى الثلاثين من عمره محن اثر محن تتوالى على راس هذا البار متناقضات محفوفة بالابهام تقف كحجر عثرة وشك امام ايمانه وامانته حيرة وذهول ازاء ذلك الضعف وذياك التنازل وذيالك التلاشي في ابن الله الصائر انسانا ولكن بالرغم من تلك الصعوبات الحرية بان تزعزع ايمان اكبر المؤمنين انظروا الى يوسف تشاهدوه قائما باعبا وظيفته احسن قيام مع يسوع وامه غير معترض ولا مطالب بالعجائب حتى ولا باشياء العادية الحاصل عليها سائر البشر بل بالعكس نرى قوة ايمانه تتضاعف نيران حبه ليسوع تضطرم واشواق قلبه الى خدمة مريم تستعر وقد عزم على مشاطرة عائلته الصغيرة احزانها واوجاعها وسائر بلاياها ولو التزم ان يتجرع من جرائها كاس الموت عرف يوسف بان يسوع سيخلص العالم بالامه وموته عرف ذلك من نبوة سمعان الشيخ بالرغم من ذلك فقد لبث هادئ البال ساكن الجنان خاضعا كل الخضوع لارادة الله في السراء كما في الضراء يا للمثل السامي لكل المتالمين يا للدرس العظيم لكل المتذمرين.

خبر

------

يوكد الروح القدس بان الطاعة تنتصر على الصعوبات وبرهاناً على ذلك: يحكي ان كاهنا دعي يوما لزيارة رجل مريض مشهور بسوء سلوكه فاسرع الكاهن وهو حاذر لايعرف كيف يفاتح تلك النفس الشقية بامر توبتها.فعد دخولة غرفة المريض خرجت المراة وتركت الكاهن وحده مع قرينها فرحب المريض بالكاهن واعلمة بانة كان ينتظره ليعترف بخطاياه فتعجب الكاهن وارتقش فرحا لهذه الملاقات التي اتت خلاف المامول فاشار الرجل الى امراته وقال تلك هي الملاك الذي اثر في التاثير الحسن وارجعني الى ربي وذلك بسكوتها واحتمالها فانها مدة ثلاثين سنة قد كانت حملا صامتا لم يفتح فاها بكلمة واحدة لتشتكي من المعاملة القاسية التي عاملتها بها وكم حاولت بشراسة اخلاقي ان اغيظها او ازعجها بسو معاملتي لكنها بقيت خاضعة لجميع اوامري ممتثلة ادنى رغباتي وعوض ان انتصر عليها برداءة تصرفي فقد انتصرت هي علي وغلبتني بصبرها وطول اناتها فكلما زدت في معاملتها اساءة تقابلني بالبشاشة والسكوت والعمل بارادتي فكانها ما اتت عندي الى لتتعذب بالحقيقة ان الديانة التي تحدو المرء على مثل هذه الفضائل السامية لهي ديانة الهية حقيقية واني اندب سوء حظي لكوني لم اعرف هذة الديانة ولم اسر بموجب وصاياها اما الان فاني اريد ان اعترف بذنوبي واموت مؤمناً بالله وخاضعا لاوامر ديانة امراتي.قال هذا واعترف اعترافاً نصوحاً وانهى حياتة بشواعر التوبة الحقيقية فالطوبة للزوجة التي بطاعتها وصبرها واحتمالها تخلص نفس قرينها وتجعلة سعيداً الدارين.

اكرام

--------

لنطلب دائما عون مار يوسف على احتمال جميع البلاية بصبر وخضوع تامين لارادة الله الذي يخرج من الشدة اجرا عظيماً.

صلوة

-----------

ايها القديس الجليل يا مثال الطاعة الكاملة والخضوع المطلق لاوامر الله يا من قد احتملت شدائد عديدة حباًَ ليسوع ومن اجل يسوع علمني ان اقبل برضى المحن التي يرسلها الله تعال الي للتكفير عن ذنوبي العديدة وخطاياي الجسيمة واستمد لي النعمة بان اعتبر فضيلة الطاعة حق الاعتبار والتمتع بفوائدها الثمينة في الدنيا والاخرة امين....

» شهر مار يوسف البتول --- اليوم الخامس والعشرون
» شهر مار يوسف البتول ------------------------- اليوم الثامن ------------- تأمل في القديس يوسف مربي يسوع المسيح
» شهر مار يوسف ...اليوم الخامس
» شهر مار يوسف البتول ----اليوم الثامن عشر
» شهر مار يوسف البتول -------- اليوم السادس عشر