شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم الخامس والعشرون
-----------------------------
تامل في القديس يوسف مثال الاعتناء الابوي
ان في تهذيب يوسف ليسوع صفة خاصة تسترعي انتباه الوالدين فانه كان تهذيبا دينيا تدعمه سلطة ابوية وطاعة بنوية لا مثيل لهما وبذلك اضحى هذا القديس العظيم نموذجا كاملا للاباء والمعلمين الموكول اليهم تهذيب الشبيبه المسيحية لقد عرف يوسف ثمن الوديعة التي استودعه الله اياها فسهر على حراستها اثناء الليل واطراف النهار وهمه الوحيد حفظ يسوع وانقاذه من الاخطار التي كانت تتهدده هرب به الى مصر لينجيه من سيف هيرودس ولم يرد العود الى اليهودية ليقيه شر هيرودس الثاني ذهب به الى الجليل وهناك لم يغفل عنه الامرة واحدة وذلك بسماح الهي ليظهر امام الملا عنايته وحتوه الشديدان لمناسبة عيد الفصح صعد يوسف ومريم كعادتها الى اورشليم ومعهما يسوع وكان له حينئذ اثنتا عشرة سنة من العمر فلما تمت الايام بقي الصبي يسوع في اورشليم وهما لا يعلمان فظنا انهما فقداه في الطريق ومن يمكنه ان يتصور الم يوسف او يعبر حزن مريم فباي قلق وباي دموع حارة كانا يطلبانه عند الاقارب والمعارف واذ لم يجداه رجعا الى اورشليم وفتشا عليه في كل مكان فبعد ان تجرعا الامرين مدة ثلاثة ايام وما كان اقساها وجداه في الهيكل بين العلماء وهناك حدث ولا حرج عن فرحهما بلقاء اعز الابناء واشرفهم بعد فراق دام ثلاثة ايام كانت ثلاثة اجيال على قلبيهما اما يوسف فلشدة فرحه وايضا لعمق تواضعه لم يرد ان يعاتب يسوع فترك امه المجيدة تخاطبه قائلة يا ابني لم صنعت بنا هكذا ها ان اباك وانا كنا نطلبك معذبين فقال لهما لماذا تطلباني الم تعلما انه ينبغي لي ان اكون فيما هو لابي انه لجواب الهي كشف للمرة الاولى القناع عن الوهية المسيح وازاح الستار عن السر المخفي عن العالم وهو ان هذا الصبي الذي تدعوه مريم نفسها ابن يوسف ليس له اب على الارض بل هو ابن الاب الازالي بعد ذلك نزل يسوع معهما واتى الناصرة وكان خاضعا لهما فاين هم اباء العائلات الذين يسهرون على اولادهم كالقديس يوسف فيبعدون بفطنتهم كل الاخطار التي من شانها ان تفسد ايمان اولادهم وادابهم كم من والدين يغفلون عن فلذات اكبادهم فتذهب فريسة الامثال الردية والمشورات الفاسدة والعشرة الذميمة من هم الاهل الذين اقتداء بمار يوسف يسالون عن اولادهم عند غيابهم ويا ليتهم على مثال يسوع يكونون اثناء غيابهم في بيت الله ليسمعوا كلامه لكن غيابهم غالبا هو اللاستسلام الى اميالهم المنحرفة وانغماسهم في حماة الرذيلة يا للاسف يهتم الاهل غاية الاهتمام بصحة اولادهم الجسدية اما انفسهم ونقاوتهم اما ادابهم وفضائلهم اما خلاصهم الابدي فلا يبالون بها ولا يحسبون لها حسابا يا للاغفال الذميم الذي يسبب يوما هلاك شبان كثيرين ان ذهاب يوسف ومريم بيسوع الى الهيكل هو ايضا مثال ودرس في غاية الاهمية لروساء العائلات الذين لسوء الحظ يضحون حجر عثرة لاولادهم في تتميم واجباتهم الدينية او يقاومون دعوة الله اياهم لم يفارق يسوع مربيه الا ليهتم بما هو لابيه السماوي لذلك فيوسف لم يفتح فاه لعلمه بان سلطته هي خاضعة لسلطة الله لذلك قد اعطي يسوع الحرية التي يرغب فيها فكان يصغى الى قوله صامتا على هذا المثال لما يلتزم الولد ان يلبي طاعة الله في امر من الامور وما على الوالدين الا ان يذعنوا لئلا يغصبوا حقوق الخالق على الخليقة ويهضموا ما للسيد المسيح ولكنيسته من الحقوق الواجبة على البشر يصيرورتهم اولادهما بالعماذ والتزامهم بالطاعة لله اكثر مما لسواه فمن يقصي من عائلته الفروض الدينية يقاوم الله ويصبح عدو نفسه وعدو اولاده فيضحيهم على مذبح الاهواء البشرية ويعد لنفسه عذابا اليما فيا ماريوسف يا اسعد الاباء واحنهم هلم الى مساعدة اباء العائلات واسعفهم في حاجاتهم وكن لهم عونا في انجاز وظيفتهم استمد لهم الانوار وارشدهم في تربية اولادهم وتهذيبهم حسب شرائع الله وكنيسته لان فيها اساس التهذيب الصالح ونجاح العائلات وخلاصهم في الدنيا والاخرة
خبر
-----------
ان القديس يوسف يستجيب دوما صلاة العائلة في شان حفظ اولادها وهاك ما اقرت به احدى العائلات عندما انخرط ابنها في سلك الجندية للدفاع عن وطنه سنة 1870 قالت ما نقله انه بشفاعة مار يوسف قد تحول حزننا العظيم الى فرح لا يوصف فهذا شفيع العائلات القدير الذي وضعنا فيه كل ثقتنا اعاد الى احضاننا ولدنا الحبيب فقد قبلناه كمن قام من القبر لاعتقادنا بانه قتل في احدى المعارك الدموية وقد عاد الينا سالما بعد احتماله عذابات قاسية وروى لنا بانه قد نجا من الاعداء باعجوبة فمن يصف فرحنا بعد ان بكيناه مدة خمسة عشرا يوما فليكن مباركا مار يوسف على هذه النعمة وان لساننا لقاصر على اسداء الشكر والحمد له لذلك اتخذناه شفيعا دائما لعائلتنا نندبه بثقة عظيمة في جميع شدائدنا وحاجاتنا
اكرام
----------
صل لاذاعة اسم القديس يوسف بين جميع العائلات لتقبل اكرامه ومحبته
صلوة
-------
ايها القديس العظيم انك قد بذلت مهجتك في خدمة يسوع وسرت به في طريق وصايا الله وحفظ الناموس بالتمام وبذلك اضحيت احسن مثال لرؤساء العائلات فمن علو عرشك السني استمد للوالدين نعمة الايمان الحار والحياة المسيحية الحقيقية حتى اقتداء بك يسيروا سيرة مسيحية ويعلموا اولادهم السير في طريق الصلاح وخوف الله فينالوا بذلك جميعا السعادة التي لاجلها خلقوا ويتمتعوا معك بنعيم الملكوت الى ابد الابدين اميـــــــــــــن