شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم الثاني والعشرون
--------------------------
تامل في القديس يوسف شفيع الحياة الروحية
ان يسوع المسيح هو اله خفي ولا يكلم النفوس الى في الخلوة فمن اراد ان يحيا متحداً بهذا المخلص الهي وان يمجده بافعاله وفضائلة عليه قبل كل شي ان يهرب من ضوضاء العالم ويعود نفسه الاختلاء المقدس المقبول جدا في عيني الله تلك كانت حياة القديس يوسف وقد تعلمها من يسوع ومريم وقدرها حق قدرها فاضحى مثالا معلما للحياة الروحية كما اعلنت ذلك الكنيسة المقدسة فلنتوسل اليه كي يطلعنا على عذوبة اسرار هذه الحياة الممتلئة ثواب في عيني الله والتي اضحت لسوء الحظ في ايامنا لا قيمة لها ولا قدرة ان الحياة الروحية الباطنة هي حياة سكوت وصلاة وتجرد انها تفترض السكوت اولاً اي تجنب الكلام الكثير مع البشر والاصغاء في الباطن الى الله الذي لا يسمع صوته في الضوضاء وقد عرف مار يوسف ضرورة الصمت ومارسها فكان يتفكر كثيراً ويتكلم قليل بل نادراً لذلك فالانجيل المقدس ما نقل عنه ولا كلمة ولم ينقل شي من محادثته مع الرعاء او المجوس في بيت لحم ولا مما قاله لسمعان الشيخ ولحنا النبية في الهيكل ولا من ما تكلم به مع الملائكة الذين كانو يزورونه مراراً ويبلغونه اوامر السماء فكان على مثال خطيبته البتول يصغي ويحفظ في قلبه ما كان يسمعه ويهذبه يا للمثال العجيب ان الحياة الباطنة تفرض ثانياً الصلاة ولا سيما الصلاة العقلية التي ترفع العقل والقلب الى السماء وتذكرهم بحظور الله وعلى هذا النسق كانت صلاة مار يوسف المتسامية بالاتضاع فانه كان ينظر الى يسوع فيكلمه بنظره وبقلبه اكثر مما بشفتيه لعمري انه ما كان ينفك مقدماً الشكر لـ لله والتسبحة لعزته على احساناته ومع ذلك كله فلا نعرف له تسبحة كما لزكريا ولا تعظمة كما للعذراء ولا تسلمة ذاتية كما لسمعان الشيخ ان الحياة الباطنة تفترض اخيراً التجرد عن الخلائق لان من اراد ان يكون الله واجب عليه ان يتمتع بذا العالم كمن لا يتمتع به وان لا يعلق قلبة بما ينقص فيه حباً لـ الله وعلى هذا النحو كان مار يوسف فانه كان راضياً فرحاً برفقة يسوع ومريم فما كان يريد ان يرى سواهم ولا ان يسمع غيرهما وكان يجد في بيته من عظيم التسلية ما كان يرغبه عن مغادرتهم ولعمري ماذا كانت تهمة اباطيل العالم وخيراتة الكاذبة على حين انه كان حاصلاً على اثمن ما في السماء والارض فيا ايتها النفوس التقية يامن تحبين الصمت والصلاة والتجرد هوذا مثالك ضعيه نصب عينيك ولا تفتقديه قط وبعد ما عرفنا شرف الحياة الباطنية لنتعلم من يوسف ايضا افعالها وممارساتها ان همه الوحيد كان ينظر الى الله وان يصغي اليه وان يتامل فيه ويعمل كل شي لاجله وفي هذا قائم اهتمام كل نفس ترغب في الحياة الباطنة لعمري ان هذا القديس وضع موضع العمل مشورة الرب القائل سر امامي وكن كاملاً فكانت عيناه معلقتين دوماً على يسوع فكان يحمله بين ذراعيه او يقوده بيده ولما ترعرع يسوع كان يرافق يسوع الى حانوته ويشاطره شغله ويجلس على مائدته ويتبعه في اسفاره فكان يسوع في كا ان ومكان نصب عيني يوسف فما اعذب ذكر حظور الله على النفوس التقية وما افيده لها,لم يكن يكتفي يوسف ينظره الى يسوع بل كان ايضا يصغي الى تعاليمه باحترام عظيم فكان يقبل اقواله العسجدية قبول وحي الحكمة الالهية وكان يجد فيها النور لازاحة شكه والتسلية لتفريج احزانه والقوة لاحتمال مصائبه وعندما كان يسوع صامتاً كان يوسف يتامله ويصغي اليه في قلبه فيا للسكوت الفصيح ويا للنظر العميق, اخيراً ان يوسف كان يقرن العمل بالتامل فكان يسوع قبله اعماله كلها ومحط سائر اماله فاذا اشتغل او تعب او سافر او سهر فذلك كله كان ليسوع وبيسوع خصص حياته وكل قواه فيا للدرس البليغ للنفوس العابدة منه تتعلم ان تسير بحظرة الله وتطيعه بسرعة وتهذبه وتفعل كل شي لمجدة الاعظم ويا له مرشداً لحكيماً اعطاه الله للنفس العطشاه الى الاختلاء والوحدة فالطوبى لمن وضع نفسة تحت قيادة هذا المرشد الفطن واتخذه مثالاً له فان سرعان ما يشعر بتقدم ونجاح في طريق الكمال الباطني فخرباً خربت الارض لانه لا يوجد من يتامل ويتفكر في قلبة..
خبر
--------
ان القديسة تريزية الكبيرة توكد بان القديس يوسف هو معلم كامل للحياة الروحية الباطنة واثباتاً لذلك دون الاب سوران الحادث التالي :- قال بينما كنت راجعا من مدينة روان التقيت بشاب له من عمر ثمانة عشر سنة وكان خارجهً بسيطاً جداً وحديثة يشير الى انة لم يكن مهذباً اذ لم يسعدة الحظ ليدرس ويتعلم ولكن ما كان اعظم اندهاشي عندما كلمتة فرايتة متمتعا بانوار روحية عجيبة فقد كلمني عن الحياة الباطنة مستفيضاً بوضوح عجيب فعرفت ان حياتة الروحية كانت مبنية على بساطة وتواضع عظيمين مقرونين بنقاوة ملائكيه فسالته هل هو متعبد لمار يوسف فاجابني انه منذ ست سنوات قد وضع نفسة تحت حماية مار يوسف وذلك بامر خاص قبلة من يسوع المسيح نفسة وصار يكيل المديح الجزيل لمار يوسف موكداً بان كل ما يقوله عنه قد سمهه من فم السيد المسيح المعلم الاول ليوسف في بيت لحم الناصرة فان عز اسمه القى عليه دروساً بليغة في الحياة الباطنية فحق له ان يكون مثالاً لها وان يعلمها لكل الانفس التواقة الى اقتباسها فلنطلب من هذا القديس العظيم ان يتنازل ويظحي معلماً ومثالنا في طريق الكمال المسيحي.
أكرام
-----------
اقصد بان تتخذ مار يوسف مثالاً وقائداً في ممارسة الخلوة الروحية والاتحاد مع الله وصلي لاجل المدعوين الى الحياة الرهبانية ولاجل المترددين في اتباع دعوتهم.
صلوة
-------
كم اني اشعر بفرح وتسلية ايها القديس العظيم عندما اتامل المنظر الشهي الذي اراه في بيتك الحقير في الناصرة فهو لدي اجمل من قصور الملوك فالشغل والصلاة والاختلاء جعلت ذلك البيت مقدس السلام ومنبع الفضيلة فاستمد لي يا شفيعي الحنون ان اتعلم منك محبة الاختلاء والابتعاد عن العالم والاصغاء الى صوت الله الذي يدعوني اليه ليكلمني فمن علي بان اسمع له واعمل بما يامرني به ويعلمني اياه فانال الطوبى الموعود بها كل من يسمع كلام الله ويحفظة امين......
الإثنين مارس 23, 2015 5:01 am
