يفتخرون من أجل أمورٍ تافهة!
العلامة أوريجينوس
"قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18).
يفتخر أناس بكونهم أبناء حكام، وبقدرتهم على إنزال بعض الكهنة من درجاتهم الكهنوتية،
مثل هؤلاء يتعظمون ويفتخرون من أجل أمور تافهة لا طائل من ورائها،
وبالتالي فإنه لا يوجد أدنى سبب لتعظمهم هذا...
ويوجد من يفتخرون بأنهم قد حصلوا على ما يسمونه امتياز Promotion يمكنهم من الإطاحة برؤوس
الناس: إن مجد هؤلاء الناس يكون في خزيهم (في 3: 19).
وآخرون يفتخرون بغناهم، ليس الغنى الحقيقي،
بل الغنى الأرضي... لا تستحق كل هذه الأشياء حتى أن توضع في الاعتبار،
ولا يليق بنا أن نتفاخر بأي منها.
الأشياء التي تعطينا الحق في التعظم والتفاخر،
هي أن نفتخر بأننا حكماء،
أو أن نفتخر (بتعقّل) بأننا منذ عشر سنوات مثلاً لم نقترب من الملذات الجسدية والشهوات،
أو لم نقترب منها منذ الطفولة؛ أو أيضًا حينما نفتخر بحمل القيود في أيدينا من أجل السيِّد المسيح،
هذه أشياء تدعو للتفاخر عن حقٍ، ولكن حتى هذه الأشياء أيضًا، فإذا حكَّمنا عقلنا بالحق،
نجد أنه ليس لنا أن نتعظم أو نفتخر بها.
كان لدى بولس الرسول ما يدعوه للتعظم بسبب الرؤى والإعلانات والمعجزات والعلامات
وبسبب الآلام التي تحملها من أجل السيِّد المسيح،
وبسبب الكنائس التي أقامها في أماكن كثيرة من العالم، في كل ذلك كان لديه ما يدعوه للافتخار،
وبحسب الأشياء الخارجية الظاهرة التي تدعو للفخر،
كان سيبدو افتخار بولس الرسول شيئًا طبيعيًا بالنسبة للناس؛
ومع ذلك، وبما أنه من الخطر عليه أن يتفاخر،
حتى بالنسبة لتلك الأشياء، فإن الآب في رحمته،
كما أعطاه تلك الرؤى، أعطاه أيضًا على سبيل الرأفة به،
ملاك الشيطان ليلطمه لئلاَّ يرتفع؛
ومن أجل هذا تضرع بولس إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقه،
فأجابه الله: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" (2 كو 12: 7-9).
V V V
ماذا لي لأفتخر به، وأنت واهبني كل البركات