أنت هو الرب إلهي
العلامة أوريجينوس
"ارجعوا أيها البنون العصاة، فأشفي عصيانكم" (إر 3: 22).
قال لنا الله: "ارجعوا أيها البنون العصاة، فأشفي عصيانكم" (إر 3: 22)،
ونحن عندما ننظر إلى جراحاتنا وإلي الوعد بالشفاء، نجيب في الحال، ونقول: "ها قد أتينا إليك لأنك أنت
الرب إلهنا".
لنتذكر أننا بهذه الكلمات قد أقمنا عهدًا مع الله، وأننا لن نكون مِلكًا لأحدٍ آخر، لن نكون مِلكًا لأفكار الغضب،
ولا أفكار الكآبة، ولا أفكار الشهوة؛ لن نصبح مِلكًا للشيطان وجنوده. بل بالعكس، بما أننا قد دُعينا ونحن
أجبنا: "ها قد أتينا إليك"، فلنُثبت إذًا بأفعالنا أننا مِلك له هو وحده. ونضيف: "لأنك أنت الرب إلهنا".
لأننا لا نعترف أنه يوجد إله آخر، لا نفعل كالنهمين بالنسبة للبطن، الذين آلهتهم بطونهم (أف 3: 19)،
ولا كمحبي المال بالنسبة للفضة، ولا كالطامعين بالنسبة لعبادة الأوثان. إنما يجب علينا ألاَّ نقيم إلهًا، ولا أن
نؤله شيئًا من الذي يؤلِّهه الناس، ولكن لنا إله الذي هو فوق كل شيءٍ، الله الذي هو
"إله وأب واحد للكل، الذي علي الكل، وبالكل، وفي كلكم" (أف 4: 6).
وبما أن شغلنا الشاغل هو حب الله، إذ يربطنا الحب بالله، فسوف نقول: "ها قد أتينا إليك لأنك الرب إلهنا".
قلبي يئن في داخلي، أنت هو إلهي، ليس لي سواك.
ليس من يملأه غيرك. أنت شبعي وكنزي. أنت حياتي وفرحي ومجدي.
إبليس عدوّك يود أن يُقيم آلهة أخرى.
من يقدر أن ينتزعها سوى روحك الناري؟
يقيم من الأنانيّة والغضب والشهوات آلهة.
ليُلهب روحك قلبي بنار حبّك!
فيتبدّد كل أعدائك، ولا يكون لهم وجود!