سُحب القدِّيسين وبَرق الكلمة الإلهية
(العلامة أوريجينوس)
"صنع بروقًا للمطر، وأخرج الريح من خزائنه" (إر 10: 13).
كان موسى سحابة، وكان يشوع بن نون سحابة، فماذا حدث؟
تحدثت هاتان السحابتان فيما بينهما، ومن كلماتهم تولَّد البرق.
كان إرميا سحابة، وكان باروخ سحابة، ثم تحدثا مع بعضهما فجاءت البروق من كلماتهم معًا.
يمكنك إذا استطعت أن تستخرج من الكتاب المقدس أمثلة مشابهة عن كيفية حدوث البروق.
ففي العهد الجديد أيضًا: بولس وسيلا كانا سحابتين، وعندما تقابلا ظهرت بروق الرسالة.
إذًا فإن الله "صنع بروقًا للمطر، وأخرج الريح من خزائنه" (إر 10: 13).
هل الرياح الأرضية موجودة في خزائن؟
كيف يمكننا أن نقول ذلك إذا كنا في واقع الأمر لا نعرف ما هي مكونات أو طبيعة هذه الرياح التي تهب
على الأرض؟
ومع ذلك فتوجد خزائن للريح، أي خزائن للأرواح: "روح الحكمة والفهم، روح الإرشاد والقوة، روح العلم
والرحمة، روح مخافة الرب" (إش 11: 2-3)
"روح القوة والمحبة والنصح"، ويمكنك أنت أيضًا من خلال الكتاب المقدس أن تُكَوِّن وتُعِد قائمة لهذه
الرياح.
وهذه الأرواح موجودة في خزائن (كنوز)، فما هي هذه الكنوز؟
"فيه توجد الكنوز الخفية للحكمة والمعرفة" (كو 3: 2).
إذًا هذه الخزائن موجودة في السيِّد المسيح: ومنه أيضًا تخرج هذه الرياح،
هذه الأرواح، لتصنع من الواحد حكيمًا،
ومن الآخر مؤمنًا، ولتعطي ثالث معرفة، ولرابع محبة الله: "فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر
كلام علم بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد" (1 كو 12: 8).
V V V
هب لي أن أكون سحابة خفيفة تحملك.
التقي مع سحابك (قدِّيسيك)،
فيتحقّق برق كلمتك البهي.
وتهطل مياه نعمتك في قلبي.