أنت سماء، وإلى السماء تعود!
العلامة أوريجينوس
"بابل كأس ذهب بيد الرب تُسكر كل الأرض" (إر 28: 7).
إن أردت أن تعرف كيف أن كل الأرض أصبحت سكرى بفعل كأس بابل، اُنظر إلى الخطاة الذين يملأون
الأرض كلها.
لكنك قد تقول لي أن الأبرار لم يسكروا من كأس الخطاة،
فكيف يقول الكتاب إن كل الأرض تسكر من كأس بابل؟
لا تظن أن الكتاب لا يقول الصدق حينما يقول ذلك، لأن الأبرار في الواقع ليسوا أرضًا (ترابًا)،
وبالتالي فإن كل الأرض فقط أي الخطاة وحدهم هم الذين يسكرون.
أما الأبرار، فبالرغم من وجودهم على الأرض، إلاَّ أن سكناهم في السمـاوات (في 3: 20).
بالتالي لا يليق أن يُقال للإنسان البار: "أنت تراب (أرض)
وإلى التراب تعود"، بل سيقول له الرب،
طالما أن ذلك الإنسان يلبس صورة السماوي (1 كو 15: 49): "أنت سماء وإلى السماء تعود".
لذلك فإن كأس بابل لن يُسكر إلاَّ الذين مازالوا أرضًا.
V V V
السماوات تُحدث بمجدي،
وسكانها يسبحونني على الدوام.
أحدَرَتك الخطية إلى التراب، لتعود إلى أصلك،
فأنت تراب وإلى تراب تعود.
نزلتُ إليك لأرفعك من التراب،
وأقيمك سماءً جديدةً.
لتتحد بي، فتكون سماءً وإلى السماءِ تعود.