الرد على 15 حجة تبرر عدم الذهاب الى القداس
يسهل علينا في الكثير من الأحيان ايجاد حجة للتغيب عن القداس إلا أن القداس هو من أروع الهدايا التي أعطانا اياها الرب! يستعرض هذا المقال أكثر ذرائع التغيب شيوعاً ويقدم بعض الوسائل لصد كل منها. "أيها الأصدقاء، لا نشكر اللّه بما فيه الكفاية على الهدية التي قدمها لنا في الإفخارستيا! إنها هدية رائعة ولهذا السبب من الضروري المشاركة في القداس كل يوم أحد! اذهبوا الى القداس لا لمجرد الصلاة بل لتناول جسد المسيح الذي خلصنا وسامحنا وجمعنا بالآب. أنه أمرٌ رائع من الواجب القيام به! كما ونذهب الى القداس في كل يوم أحد لأن الرب قام يوم الأحد ولذلك يُعد الأحد يوماً مهماً جداً بالنسبة إلينا".
البابا فرنسيس
1- الكنيسة مليئة بالمنافقين الذين يصدرون الأحكام
يقول القديس أوغسطينوس : "إن الكنيسة ليست فندق القديسين بل مشفى الخطأة"
من المؤكد ان ليس كل من يذهب الى الكنيسة كامل! فعلى الرغم من بذلنا قصارى الجهود للتشبه بالمسيح إلا أننا لا نزال خطأة. وحده يسوع كامل وهو السبب الأساسي الذي يدفعنا للذهاب الى القداس. نحن نحج الى بيت الرب طالبين رحمته ونعمته ولأننا بحاجة الى المغفرة التي وحده يسوع قادر على اعطائنا اياها. فلا تسمحوا لأفعال الآخرين بأن تبعدكم عن اختبار الرحمة نفسها.
وعلى الرغم من وجود عيوب في جسد المسيح، إلا ان الإيمان الكاثوليكي يعطي أيضاً ثماراً رائعة. خدمت الكنيسة الفقراء والأرامل والمرضى والمساجين وغيرهم على مدار التاريخ وهناك عدد كبير من الكاثوليك الذين يكافحون من أجل عيش حياة كريمة ومقدسة فلننظر الى أصحاب الأيادي البيضاء عوض التركيز على ضعيفي الإيمان. "لا تدينوا لكي لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟" (متى 7: 1)
2- إن اللّه في كل مكان فلماذا عليّ الذهاب الى الكنيسة لأكون معه؟
يقول القديس ماكسيميليان كولبي: "لو غارت الملائكة من الانسان فلسبب واحد ألا وهو تناول جسد المسيح." فعلى الرغم من كون اللّه في كل مكان، إلا أنه يأتي مباشرةً من الجنة ليدخل أجسادنا من خلال الافخارستيا ولا يمكننا اختبار هذا القرب في أي مكان آخر في العالم.
ويقول البابا بيوس العاشر: "إن القربان المقدس أقرب وأضمن طريق نحو السماء. هناك طرق أخرى ومنها البراءة لكن للأطفال الصغار فقط، التوبة إلا اننا نخاف منها، والمثابرة السخية في تجارب الحياة إلا اننا نبكي عندما تعترضنا. فالطريق الأكيد والأسهل والأقصر هو الإفخارستيا."
3 – لا أحب المشاركة في القداس
جملة كلاسيكية تخرج من أفواه الأطفال لرفضهم القيام كالعادة بما يُطلب منهم. لا يمكننا المضي قدماً في الحياة ان سمحنا لمشاعرنا وأحاسيسنا بأن تحدد أعمالنا كما يفعل الأطفال. تخيلوا عدد الأمور غير المنجزة، لو قررنا بكل بساطة عدم اتمامها لأننا لا نرغب بذلك: "لا أحب دفع الفواتير" ، "لا أحب الذهاب الى المدرسة"، "لا أحب الاستيقاظ في الصباح الباكر والذهاب الى العمل" إلخ. من الضروري اتمام ما لا نحب للبقاء على قيد الحياة وعلينا بالنضوج من أجل اكتشاف ان هذه التضحيات جزءٌ أساسي من حياتنا. عندما نثابر في هذه الأنشطة غير المرضية، نكتشف جمال وقيمة العمل الجاد والانضباط. ان توقفنا عن حضور القداس، اصبحت حياتنا فوضى وضياع. يعمق حضور القداس – حتى ولو لم نستمتع بذلك – ايماننا ويعطينا السلام في عيشنا على هذه الأرض لأننا في القداس نحصل على جسد المسيح من خلال الإفخارستيا. فمهما كان الأمر الذي يزعجكم في القداس، من الممكن تخطيه بمحبة المسيح الموجود في الإفخارستيا. ويقول القديس بيو: "تحدث المشاركة في كل قداس بتفاني آثار رائعة في نفوسنا ونعم مادية وروحية غفيرة لا نعرفها. انه من الأسهل على الأرض ان تعيش من دون شمس على ان تحرم الذبيحة المقدسة خلال القداس."
4 – لا يمكنني الحصول على جسد المسيح فما جدوى القداس
علماً ان الإفخارستيا هي محور القداس إلا أنها ليست المنفعة الوحيدة التي نجنيها من المشاركة كل أحد. يسوع هو الكلمة وعندما نحضر القداس، نسمع الكلمة أي المسيح. تتغذى نفوسنا بالكلمة كما بالإفخارستيا. نذهب الى القداس وتمتلكنا رغبة لا فقط في الحصول على النعم بل تقديم ذواتنا أيضاً هدية للرب. نشكر اللّه بذهابنا الى القداس على جميع النعم التي أغدقها علينا. ونصلي مع القديس الفونسوس يغوري: "يا مسيحي، أؤمن أنك موجود في أقدس الأسرار. أحبك فوق كل شيء وأريد ان أحملك في روحي. وإذ لا يمكنني الحصول عليك عن طريق سر الإفخارستيا، املك اقله روحياً على قلبي. فأنا استقبلك واتحد بالكامل معك. فلا تسمح بأن أنفصل عنك أبداً. آمين."
5- يوم الأحد هو يوم عطلتي الوحيد
من منا لا يحب الاسترخاء يوم الأحد والابتعاد عن ضوضاء حياتنا اليومية؟ نعتقد اننا سنجد راحتنا في التمدد على الأريكة ومشاهدة الأفلام أو التبضع في المراكز التجارية أو تعقب مواقع التواصل الاجتماعي. إلا ان يسوع أوصانا قائلاً: " تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمُثقلين، وأنا أريحكم." (متى 11:28). إن الطريقة الوحيدة لاستعادة السلام الذي نفقده خلال الأسبوع هو بقضاء ساعة واحدة مع الرب فهو سيُعيد انعاشنا ويشجعنا ويقوينا للأسبوع المقبل.