يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟ ... اِرْعَ خِرافي»
القديس يوحنا الذهبي الفم
فَلنَمتثِلْ بالرسل في سلوكهم، ولن نكون أدنى منهم بأيّ شيء. في الواقع، هم لم يصبحوا رُسُلاً نتيجة معجزاتهم، بل بفضل قداسة حياتهم. فمن هنا يُعرَف تلميذ الرّب يسوع المسيح.
لقد أعطانا الربّ بنفسه هذه العلامة بكلّ وضوح: فعندما أرادَ أن يحدِّدَ صورة تلاميذه وأن يكشفَ عن العلامة التي تُميّز رُسُلَه، قال: "بهذه العلامة، يعرف الناسُ جميعًا أنّكم تلاميذي".
أيّ علامة؟ صنع المعجزات؟ قيامة الموتى؟ لا، إطلاقًا. إذًا، ما تلك العلامة؟ "إذا أَحَبَّ بَعضُكُم بَعضاً عَرَف النَّاسُ جَميعاً أَنَّكُم تَلاميذي" (يو13: 35).
فالحبّ ليس معجزة، بل هو عمل: "فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة" (رو 13: 10)... إذًا، فَليكنْ الحبّ في داخلكم فتصبحون من بين الرسل، وحتّى معهم في الصفّ الأوّل.
أتريدون دليلاً آخر على هذا التعليم؟ لاحظوا كيف يتوجّه الرّب يسوع المسيح إلى بطرس:
"يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟" ما من شيء يجعلنا نحصل على ملكوت السماوات سوى أن نحبّ الرّب يسوع المسيح كما يستحقّ... ماذا يمكننا أن نعمل لنحبّه أكثر من الرسل؟...
أصغوا إلى الرّب يسوع المسيح الّذي يجب أن نحبّه: "إن كنت تحبّني أكثر من هؤلاء، اِرعَ خِرافي"... الحماس والتعاطف والعناية هي أعمال، لا آيات.