مجرم سابق يصبح كاهناً
ولد من أب مجهول وربّاه لص. ومع بداية مماثلة في الحياة، لم يكن أي شيء يهيئ رينيه لوك ليصبح كاهناً
t ولدتُ في نيم في عائلة مؤلفة من خمسة أطفال. أنجبت أمي المطلّقة أخويّ من زواج أول، من ثم أنجبتني أنا وشقيقتيّ الصغيرتين من زواج ثان. لكن والدي هجرنا قبل ولادة شقيقتي الصغيرة ولم نراه بعدها. وليست لديّ أي ذكرى عنه. أصبحت مسؤولية تربيتنا في بيتنا الريفي في كامارغ ملقاة فقط على عاتق أمي التي كانت في السابعة والعشرين من عمرها. شبّ حريق في منزلنا... ولم تغب المحن عن السنوات الأولى من حياتي. سنة 1976، كنت في العاشرة عندما التقت أمي بمارسيال وقررت العيش معه. لكننا سرعان ما اكتشفنا انتماءه إلى بيئة اللصوصية. تفاقم الوضع بصورة سريعة. أصبح مارسيال مدمناً على الشرب وعنيفاً، وبدأ يضرب أمي. عندها، قررنا الهرب. لكنه اعتُقل وسُجن. ولدى خروجه، تجدد العنف إلى أن انتحر أمامنا بإطلاق رصاصة في قلبه في مساء أحد أيام نوفمبر 1979.
في تلك المرحلة من حياتي، كنت مراهقاً مضطرباً. كنت أسرق في المتاجر، وأخرج مع الفتيات، وأسابق الشرطة على دراجتي النارية. أصبحت بخاصة عنيفاً تجاه أمي بالكلام وإنما أيضاً بالأفعال.
فيما كنت أسلك منحدر الإجرام الخطير، وقع حدث غيّر حياتي. التقت أمي بماري دومينيك التي اقترحت علينا الذهاب للإصغاء إلى نيكي كروز الذي اهتدى بعد أن كان رئيس عصابة في نيويورك.
تأثرت بقصته على الفور، وكانت توجد قواسم مشتركة كثيرة بين حياته وحياتي. في ختام شهادته، اقترح على الراغبين في تغيير أسلوب حياتهم التقدم نحو المنصة. اقتربت وصليت: "يسوع، لقد بدّلت حياة نيكي، وأنت قادر على تبديل حياتي..." رحت أبكي وكنت قد توقفت منذ فترة طويلة عن البكاء. على سبيل المثال، لم أذرف دمعة واحدة عندما انتحر مارسيال. كانت المعاناة قد قسّت قلبي بشدة. زرع نيكي الكلمة، وساعدتني ماري دومينيك على تنمية بذرة محبة الله. علمتني الصلاة وأوضحت لي ما يجب فعله أو عدم فعله. وبعد ثلاثة أشهر من اهتدائي، اصطحبتني في رحلة حج دولية لحركة التجدد بالروح القدس إلى لورد. وفي مساء أحد الأيام، فيما كنت أمام المغارة، قدّمت حياتي ليسوع.
العودة بالزمن إلى الوراء
عندما كان مارسيال يقبع في السجن، أخبرتني والدتي أن والد شقيقتيّ لم يكن أبي. والدي كان ألمانياً أقام عندنا سنة 1965 فيما كانت والدتي مطلقة. طلب المسكن والمأكل وأخذ كل ما يترافق معهما! بقيا ثلاثة أشهر معاً، لكنهما انفصلا لأن هذا الرجل كان يعاني أيضاً من مشاكل إدمان على الكحول. وما إن انفصلا حتى اكتشفت أمي أنها حامل... بي! نظراً إلى صعوبة الوضع، اقترح عليها كثيرون الإجهاض. لكن أمي تحلت بالشجاعة لكي لا تتخلى عني.
في 24 مايو 1985، عشية الاختبار الأخير في البكالوريا، تلقيت اتصالاً هاتفياً: "مرحباً، أريد التحدث إلى رينيه لوك". أجبته أنني أنا رينيه لوك. فقال لي ذلك الشخص: "أنا والدك". لم أصدّق ما سمعته. عندما التقيته في اليوم التالي، طلب مني السماح على كل تلك السنوات التي لم يتمكن خلالها من الاهتمام بي بسبب إدمانه على الكحول. أخبرني أنه التقى بامرأة في برلين ساعدته على التخلص من هذه الآفة. وانطلق بعدها باحثاً عني. أغرب ما في الأمر كان قيامه هو البروتستانتي بالبحث عني بالصلاة في لورد في يونيو 1980 عندما كنت هناك بنفسي! لربما نكون قد صلينا جنباً إلى جنب في مغارة ماسابييل من دون علمنا...