البابا فرنسيس يذكر المسيحيين بأن يجعلوا من إيمانهم مصدر فرح و ابتهاج
يقول البابا أن على الإيمان المسيحي أن يكون مرحاً و بهيجاً. مشيداً بالقوة المغذية لابتسامة الراهبة. وقال:"العيد هو فئة لاهوتية للحياة. و لا يمكنك أن تعيش الحياة المكرسة دون هذا البعد الاحتفالي. إنه احتفال، لكن ليس احتفالاً لإصدار الضجيج".
"إن البعد الاحتفالي و المرح للحياة هو واحد من الأشياء التي ننساها نحن المسيحيون".
و يقول البابا فرنسيس أن طريقة الاحتفال موصوفة في سفر التثنية الفصل 26. يقدم المؤمن "باكورة" تضحياته إلى الله و يشكره على إحسانه. ثم يذهب إلى المنزل و يحتفل بتقاسم ثروته مع من لا أسرة لهم، و مع الجيران و العبيد.
و أشار البابا إلى أن هذا الفصل من الكتاب المقدس يحتوي على مقاطع عن "الفرح في تذكر كل ما قدمه الله لنا".
و جاءت كلمة البابا هذه أمام جمهور من رجال و نساء نذروا أنفسهم للرب في أبرشية روما يوم السبت في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.
و قال لجمهوره:"واحدة من الأشياء التي عليكم ألّا تنسوها أبداً هي الاستماع إلى الناس! حتى في ساعات التأمل و الصمت".
و أشار إلى أن بعض الأديرة لديها بريد صوتي و يتصل الناس من أجل الصلاة. "فهذا الارتباط مهم للعالم".
و في حين أن الرهبنة الدينية تتطلب ترك "الثرثرة الإعلامية"، لا ينبغي أبداً أن تترك خلفها المعرفة بالعالم "كالأخبار و الحروب و الأمراض و معاناة الناس".
و أشار إلى أن بعض الأديرة تخصص وقتاً كل يوم لتوزيع الطعام لمن يريد. و هذا لا يتعارض مع فكرة الرهبنة في "الاحتجاب بالله"، بل هو "خدمة" و "ابتسامة". "ابتسامة الراهبات تفتح قلوبهم! إن ابتسامة الراهبات تغذي أكثر من الخبز".
و قال لجمهوره أن دعوتهم هذه ليست "ملجأ". بل هي "الذهاب إلى ميدان المعركة و القتال و قرع باب قلب الله من أجل المدينة".
كما شدد على "أمومة" النساء اللاتي نذرن أنفسهن لله و على صفات "المثابرة و الولاء و الوحدة و القلب". فهنّ "رمز كنيسة السيدة العذراء".
و تابع:"لا تنسوا أن الكنيسة أنثى. الكنيسة هي عروس المسيح".
حب و إخلاص هؤلاء الأخوات يجب أن يعكس "ولاء و حب و حنان الكنيسة الأم و أمنا العذراء".
وقال البابا فرنسيس أن على الكنيسة أن تساعد في تفسير "عبقرية الأنثى"، مشيراً إلى دعواته السابقة للنساء ليكنّ رؤساء أقسام في الكنيسة.
"عندما نطرح المشكلة بين الرجال فإننا نصل إلى استنتاج و خاتمة، لكن عندما نطرحها بين النساء فالخاتمة تختلف: ستكون في نفس الطريق، لكن أغنى و أقوى و أكثر بديهية".
كما شجعهم على النظر إلى العمل الملموس الذي وصفه يسوع المسيح في التطويبات، و في الفصل 25 من إنجيل متى. و قال:"البرنامج كله هناك".
كما أشار البابا إلى فضيلة الطاعة المثمرة، و ربط ذلك "بسر المسيح"، حيث تجسد المسيح "من خلال الطاعة، وصولاً إلى الصليب و الموت".
و حذر من اتخاذ "موقف تأديبي" من الطاعة، قائلاً أن الطاعة "رمز لطريق يسوع".
كما حذر من أن حياة الرهبانية قد تؤدي إلى الرذائل كالغيرة و الحسد و انتقاد الرؤساء، و حذر من الوقوع في روح التنافسية بين الأبرشيات و التجمعات أو بين التجمعات الرهبانية.
و شدد على ضرورة التعاون و الوحدة و تجاوز المصلحة الذاتية و الخطيئة.
"لا يجب على الأسقف النظر إلى الأخوة و الأخوات و كأنهم عمال مؤقتين، كما لا يجب على الأخوة و الأخوات النظر إلى الأسقف و كأنه مالك شركة تمنحهم وظيفة".
و أعلن البابا عن خطته في تحديث وثيقة صدرت عام 1978، تتناول العلاقات بين الرهبان و الأسقف المحلي. و كان سينودس الأساقفة عام 1994 قد طلب إدخال إصلاحات، لكن طلبهم لم يتحقق.