27 أيار
الحياة في الناصرة
1- حياة يسوع في الناصرة قبل وجوده في الهيكل
حياة العائلة المقدسة هي حياة عمل وصلاة. مريم تعمل في البيت ويوسف في النجارة. وينتقل يسوع بين الاثنين بعد أن يكون قد حفظ من الكتاب المقدس ما يلقنونه إياه في مجمع البلدة. علاوة على ذلك تسهر مريم على صحة ابنها وعلى تربيته وفقاً لقواعد السلوك والآداب ويعلمه يوسف وصايا الله ويشرح له معنى الأعياد والممارسات والتقوية التي نصّ عليها الكتاب. هذه الحياة في الناصرة يمكننا أن نسميها سنوات تربية يسوع. لقد اهتم به والداه ليجعلاه ينمو ويترعرع ويتسامى في الحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس (لوقا 2\51-52). فيوسف ومريم هما مثال للوالدين في تربية أولادهم بروح الله.
2- تربية المسيحي.
التربية خدمة للولد والمجتمع. فمن فقد اهتمامه بأولاده، أو من ظن أن أولاده صفحة بيضاء يطبعها بشخصيته ورغائبه عدّ أنانياً. فللولد شخصيته، وعلى المربّين الحقيقيين أن يكرسوا جهودهم في خدمة هذه الحياة الجديدة لتنمو بحرية ويوجهوها التوجيه السليم الذي يشذب الشذوذ ويصحح الاعوجاج وينمّي المواهب وفي طليعتها الإيمان والمحبة.
فإذا عبق جو العائلة بالمحبة لله وللقريب، تشرّب الولد هذه الروح وتنشقها دون عناء وقدّرها حق قدرها واحترم القيم التي يعيشها أهله أمامه فتكون له عوناً ثميناً لينمو نمواً صحيحاً متكاملاً.
والكنيسة تعلمنا أن العيلة هي المدرسة الأولى للفضائل الاجتماعية التي لا غني عنها لأي مجتمع وبنوع أخص في العائلة المسيحية الغنية بنعمة الزواج ومتطلباته.
يجب أن يتلقن الأولاد منذ نعومة أظفارهم أن يمجدوا الله ويكرموه وأن يحبوا القريب. في العائلة يختبرون الكنيسة والمجتمع الإنساني الصحيح كما يدخلون بواسطة العائلة في الجماعة البشرية وفي شعب الله.
صلاة:
لقد كنت يا مريم رفيقة يسوع خلال حياته في الناصرة. فتكوّنت شخصيته تحت نظرك وساعدته على أن ينمو ويترعرع ويمتلئ حكمة. رافقي الآباء والأمهات ليعرفوا دورهم في بناء شعب الله ويدركوا الإلزام الخطير الملقى عليهم في تربية أولادهم بالقول والمثل آمين.