القدّيس النبيّ أليشع
(القرن التاسع ق.م)
طروبارية للنبي أليشع باللحن الرابع
أيها الملاك بالجسم قاعدة الأنبياء وركنهم، السابق الثاني لحضور المسيح ايلياس الشريف الموقر، لقد أرسلتَ النعمةَ من العلى لأليشع، ليطردَ الأسقام ويطهرَ البرص، لأجل ذلك يفيض الأشفية لمكرّميه دائماً.
قنداق للنبي باللحن الثاني
لقد ظهرتَ نبياً لله، وقبلتَ النعمة مضاعفة، كما يليق بك بالحقيقة يا أليشع المغبوط، لأنك صرتَ لإيليا مساكناً، ومتشفعاً معه بغير فتور إلى المسيح الإله من أجل جميعنا.
هويّتهُ:
هو أحد أنبياء مملكة الشمال, إسرائيل, البارزين وتلميذ إيليا النبيّ وخليفته. وهو ابن شافاط, رجل ثري, من سبط يسّاكر. وقد أقام في آبل محولة في وادي الأردن.
معنى اسم أليشع:
الله يساعد أو الله يخلّص.
أليشع والنبي إيليا:
التقى إيليا النبي بأليشع, عندما كان يحرث وأمامه اثنا عشر فدّان بقر وهو مع الثاني عشر فما كان من إيليا سوى أن مرّ به وطرح رداءه عليه. للحال ترك البقر ولحق به وسأله: "دعني أقبّل أبي وأمّي وأسير وراءك". فقال له: "اذهب راجعاً ماذا فعلت لك". فرجع وأخذ زوج فدادين وذبحمها وسلق اللحم وأعطى الشعب فأكلوا ثمّ قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه.
مباركة إيليا النبي لأليشع:
بعد أن خدم ألبيشع إيليا النبي لمدّة ثماني سنوات, ولمّا حان زمن مغادرة إيليا عبرا الأردن معاً على اليَبَس, ثمّ قال إيليا لأليشع: "اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أُؤخذ عنك". فقال : "ليكن نصيب اثنين من روحك عليّ". فأجاب إيليا: "صعبّت السؤال. فإن رأيتني أُؤخذ عنك يكون لك كذلك وإلاّ فلا يكون". وفيما هما يسيران فصلَتْ مركبة ناريّة وخيل من نار ما بينهما وصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. "وكان أليشع ينظر وهو يصرخ يا أبي, يا أبي, يا مركبة إسرائيل وفرسأنّها ولم يره بعد". فأمسك أليشع ثيابه ومزّقها قطعتين ثمّ رفع رداء إيليا الذي كان قد سقط عنه ورجع ووقف قبالة الأردن وضرب الماء بالرداء فانفلق فعبر. الأنبياء الذين كانوا في أريحا قبالته قالوا: "قد استقرت روح إيليا على أليشع. فجاؤوا للقائه وسجدوا لهُ إلى الأرض".
مدّة نبوّته:
تنبّأ أليشع على مدى خمسين سنة تقريباً. بين العالمين 850 – 800 قبل الميلاد.
صفاته:
كان أليشع أصلع, يحمل عكازاً, ويلبس ملابس عادية كسائر الناس.
مكأنّه:
كان لأليشع بيته الخاص في السامرة. كذلك خصّصت لهُ أسرة شونمية غرفة في بيتها ينزل فيها ويأكل خبزاً كلمّا عَبَرَ بشونم.
أهمّ عجائبه:
إقامة ابن الإمرأة الشونمية.
خبره:
سيرة النبيّ أليشع موفورة في سفر الملوك الثاني بين الإصحاحين الثاني والثالث عشر. إضافة إلى سفر الملوك الأول, الإصحاح 19. للإطلاع بالتفصيل.
سنكسار تذكار أبينا الجليل في القديسين مثوديوس المعترف بطريرك القسطنطينة
(+847م)
أصله من سراكوزة الصقلية. من عائلة غنية. في سن البلوغ انتقل إلى القسطنطينية ملتمساً أسباب الرفعة. التقاه ناسك شيخ وأوحى إليه بالسعي إلى المجد الذي لا يزول بأن يحمل صليبه ويسلك في إثر المسيح. انضم إلى دير خانولاكوس في بيثينية. امتاز بطاعته ونسخه الجميل للمخطوطات. انضم إلى القديس البطريرك نيقيفوروس. صار رئيس شمامسة ثم رئيساً لديره. بقي يسوس خرافه حسناً إلى أن حمل الإمبراطور لاون على الإيقونات ومكرميها سنة 815م. في تلك الحملة أطيح بالبطريرك نيقيفوروس وجرى نفي المعترفين أو لجأوا إلى القفار. مثوديوس توجه إلى رومية لا هرباً من الاضطهاد بل سعياً إلى الدفاع عن الإيمان القويم لدى أسقفها في زمن الإمبراطور ميخائيل الثاني (820م) عاد إلى القسطنطينية وعمل على إطلاق سراح القديس نيقيفوروس والدفاع عن الأرثوذكسية. اتهمه الإمبراطور بإثارة النعرات. أنزل به سبعمائة جلدة ثم ألقاه في السجن في جزيرة القديس اندراوس في رأس أكريتاس بمعية فاعلي سوء.
أحد رفيقيه قضى في غضون سنة فكابد القديس انحلال جسده أمام عينيه. معاناة القديس كانت كبيرة، نُقل إلى جزيرة أنتيغوني في أرخبيل الأمراء. تسنى له أن يجري اتصالات بمعترفين آخرين كالقديس ميخائيل سنجلوس (18 كانون الأول) والأخوين غرابتوس (11 تشرين الأول و27 كانون الأول). بعد تسع سنوات من الاعتقال احتاج الإمبراطور ثيوفيلوس إلى من يفسر له أمراً كتابياً صعباً. أشير عليه بمثوديوس. ذلل القديس الصعوبة بيسر.
استدعاه ثيوفيلوس إلى القسطنطينية. أراده بقربه لينتفع من علمه. كان الإمبراطور يأخذه معه في حملاته العسكرية وتنقلاته مستفيداً من نصائحه. صيته بين علية القوم والناس كان في انتشار. لم يُطلق سراحه إلا في العام 842م إثر وفاة ثيوفيلوس وبأمر ولية العرش ثيودورة. عاد إلى الحياة النسكية. أتعاب السجن والمنفى جعلت شعره يسقط وجسده ينحل. صار، في الهيئة، كالجثة لكن كلمة الرب كانت قوية في فمه.
في آذار 843 اختير بطريركاً على القسطنطينية محل البطريرك الهرطوقي يوحنا غراماتيكوس. أحاط نفسه بالمعترفين واختار بعضاً منهم أساقفة.
بإيعاز من القديس يوانيكيوس ورعاية الإمبراطورة ثيودورة التقى المعترفون حول القديس مثوديوس يوم الجمعة من الأسبوع الأول من الصوم واشتركوا في سهرانة في كنيسة الحكمة المقدسة وسألوا الرحمة لثيوفيلوس الذي أكدت ثيودورة أنه تاب عن غيه وهو على فراش الموت. ثم في الأحد التالي، 11 آذار 843 جرى التطواف بالإيقونات، ايتعادة لها وتعبيراً عن انتصار الأرثوذكسية.
مذ ذاك صار الأحد الأول من الصوم الكبير ذكرى لانتصار الإيقونات والأرثوذكسية على الهرطقات.
بعد ذلك واجه مثوديوس محاولات للإطاحة به من جانب فلول محاربي الإيقونات. حاول هؤلاء الطعن بعفته فلم ينجحوا. اهتم بتنقية البطريركية منهم. كانت له مواجهة مع رهبان دير ستوديون لاسيما حين طالبهم بإتلاف كتابات للقديس ثيودوروس الستوديتي ضد سابقيه من البطاركة، طراسيوس ونيقيفوروس. جعل حرماً عليهم. بدا كأن هناك انشقاقاً بين الأرثوذكسيين.
الروية، في نهاية المطاف، غلبت وعاد البطريرك إلى الاعتدال. كان، يومذاك، على أهبة المغادرة إلى ربه. رقد بسلام في 14 حزيران سنة 847م. ووري الثرى في كنيسة القديسين الرسل.