قال القديس بايسيوس الآثوسي:
من لديه أفكار صالحة يرى كل شيء صالحاً ...
يقول لي البعض أنهم يتعثّرون لدى رؤيتهم أخطاء كثيرة في الكنيسة، فقلت لهم:
إذا سألت ذبابة: "هل توجد زهرة هنا في الحي؟
ستقول: "لا اعرف. هناك في الحفرة يوجد زبالة ورجاسات".
وإذا سألت نحلة: "هل رأيت رجاسةً ما هنا في الحي؟"
ستقول لك: "رجاسة؟ كلا، لم أجد أبداً. المكان هنا مفعم برائحة الأزهار".
أترين، الذبابة تعرف فقط أين توجد الأقذار،
بينما النحلة تعرف أنه يوجد زنبق هنا، وورد هناك...
بحسب رأي، ينقسم البشر إلى فئتين،
الأولى تشبه الذباب والأخرى تشبه النحل.
الذين يشبهون الذباب يبحثون دوماً عن الشر أين يوجد وينشغلون به،
ولا يرون شيئاً من الصلاح في أي مكان .
والذين يشبهون النحل يجدون الصلاح في كل مكان.
الإنسان السيء يفكر بطريقة سيئة ويرى كل شيء بالعكس،
بينما من لديه أفكار صالحة، يفكر بطريقة صالحة مهما رأى ومهما قلتَ له...
مرة قرع جرس قلايتي طفل في السنة الإعدادية الثانية،
ومع أنه لدي عدد هائل من الرسائل يجب أن أقرأها، قلت لنفسي سوف أفتح له كي أرى ماذا يريد.
وسألته:
«ما الخطب أيها الشاب؟» قال: «هل هذا هو منسك الأب باييسيوس؟»
قلت له: «إنه هو، ولكن الأب ليس هنا ذهب ليشتري علبة سجائر»
فقال لي: «يبدو أنه ذهب لخدمة أحدهم»
هكذا بفكر صالح.
فقلت له: «لقد ذهب لشرائها من أجل نفسه فقد انتهت السجائر لديه، وصار كالمجنون لفقدانها.
وتركني هنا ولا أعلم متى يعود، وإذا تأخّر سوف أرحل»
فدمع وقال: « إننا نُتعب الشيخ »
فسألته: «وماذا تريد منه؟» قال: «أريد أن آخذ بركته»
فقلت: «أية بركة، إنه إنسان ضال لا خير فيه، أنا أعرفه جيداً،
لا تنتظر عبثاً، عندما يعود سيكون غاضباً وربما ثملاً، لانه يشرب الخمر أيضاً»
ولكن الطفل كان يضع دوماً الفكر الصالح. ثم قلت له:
«إنني سأنتظر قليلاً أيضاً، ماذا تريد أن أقول له؟»
فقال: «لدي رسالة له ولكن سأنتظر كي آخذ بركته».
أرأيتم؟
الاخرون يقرأون كثيراً وهو طفل لديه هذه الأفكار الصالحة.
تحاول أن تخرب فكره وهو يصنع فكراً صالحاً ويصل إلى نتيجة أفضل.
تعجبت منه! لأول مرة أرى هذا الشيء.
مقالة في الأفكار للقديس باييسيوس الآثوسي