قيمة المرأة
إنّ للمرأة قيمةٌ عظيمة، والرب ينظر اليها كجوهرة ثمينه ونفيسة، ويجعلها إناء في يديه للخدمة. لقد أُعطيَت قوة للتأثير، فهي من تمنح بيتها الراحة والأمان، والدعم في المسير، حضنها الدافئ الملجأ لكل ولدٍ متعب من يوم مرير، ابتسامتها الرقيقة تجذب زوجها ليقع في حبها أسير. لقد تعامل المسيح مع المرأة بكل رقة وحنان، لمسها، حررها، شفاها واعطاها سلطان! ألبسها اكليل جمال (اشعياء 62: 3)، وجعلها لمحبته انعكاس ومثال! فلقدعبرّعن محبته لنا من خلال تصويره لمحبة الام (اشعياء 49: 15).
يُجَسّد الكتاب قصصًا عن إهتمام الرب بالمرأة، لقد شفى نازفة الدم (مرقس 5: 25) هذه المرأة التي استنزفت قوتها الجسدية، ومواردها المادية، وفقدت امتيازتها الروحية والإجتماعية. لقد رضيَ المسيح ان تلمسه ولم يوبخها. بل شفاها ورد لها اعتبارها امام الجميع، يا له من حب رائع!
أيضا المرأة المنحنية التي ربطها الشيطان وافقدها هذه الميزة الإنسانية بالنظر الى أعلى واصبحت تنظر الى اسفل كالحيوانات! (لوقا 10: 17). فمنذ البدء، خلقَ الله الإنسان ورأسه منتصب الى الأعلى. لكن الشيطان من البدء يحارب الله ويكره كل شيء على صورة الله ويريد ان يشوهه، فكلمة "انسان" باليونانية تعني"انثرويوس" اي المنتصب والذي عيناه الى أعلى حيث المسيح جالس ( كولوسي 3: 1).
تكلَم لوقا عن هذه المرأة بأن الشيطان ربطها بروح ضعف ثماني عشرة سنة، هذا لأن عظامها يبست وسلسلتها الفقريه اصبحت متقوسة، مربوطة. وكان لا بُد أن تُحل. لقد رآها الرب، ولم يتوقف عند رؤيتها، بل دعاها وتحنّن عليها، فهو الذي يدعونا بأسمائنا (اشعياء 42: 1).ولمسها وشفاها واضعًا كلتا يديه على جسدها، وهذا يرينا حنانه الممزوج بسلطانه، في الحال ظهرت النتيجة، واستقامت المرأة ومجدَّت الله. ونرى يسوع يدافع عنها ايضًا عندما انتقدوه بعد شفائها، ولم يتركها وحدها (عدد 15 و 16)
لو تسنت لنا الفرصة لإجراء مقابلة مع السامرية، مع مريم المجدلية، مع الشونمية، النساء اللواتي تبّعنه وسألناهنّ: "ما الذي جذبكنّ ليسوع؟ " فاني اتوقع الإجابة: "لم نرَ حُبًّا مثل هذا، قلبًا رقيقًا وتفهمًا للحال مثل هذا الإنسان. (لانه اشرف من علو قدسه الرب من السماء الى الارض نظر، ليسمع انين الأسير ليطلق بني الموت) (مز 102: 19 – 20)
وأنتهز حديثي في مقالتي هذه عن المرأة، لأنوّه عن مناسبة مهمة ألا وهي "يوم المرأة". إنه يومٌ واحد تعبر فيه المرأة عن حقوقها، لكن المسيح منحها حقوق وامتيازات أبدية. فلا يسعني الا ان أقول في النهاية: "أفتخر انني أعرف هذا الإله".