(القدّيس يوحنّا كرونشتادت)

مَن هذا الإنسان العظيم، هذا الكاهن!! تراه، دائمًا، في حديث مع الله، والله، دومًا، يستجيب له!! في كلّ خدمة، في كلّ صلاة يتحدّث مع الله. الكاهن ملاك وليس إنسانًا... الكاهن وسيط بين الله والناس، إنّه الصديق الأقرب إلى الله. لقد منحه الله السلطان لمغفرة الخطايا ومحو الذنوب وإقامة الأسرار المحيية الرهيبة التي بها يتألّه هو والآخرون.
الكاهن، كملاك الله العلي، عليه أن يترفّع عن كلّ شهوة، وكلّ أمر باطل، فهذه من أعمال الشيطان. كيف يمكن للكاهن أن يهتمّ بملذّات أرضيّة وقد صارت حاجته الملحّة هي الله وفيه يجد سعادته الوحيدة؟
يا لنقاوة شفتيّ الكاهن اللتين بهما يلفظ، باستمرار، الإسم القدّوس، اسم الآب والابن والروح القدس!! يا لنقاوة قلب الكاهن حتّى يحوي حلاوة هذا الاسم المجيد وبهاءه!! كم عليه أن يصبح إناء للمحبّة الإلهيّة، للمحبّة المقدّسة، للمحبّة الملتهبة تجاه الجنس البشريّ كلّه. عليه أن يكون ملاكًا سماويًّا بالكلّيّة، شعلة محبّة لله وللناس".

(القدّيس يوحنّا كرونشتادت)