تقدِّس حبِّي لأسرتي!
القدِّيس أغسطينوس
"إن كان أحد لا يعتني بخاصته، ولاسيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان، وهو شر من غير المؤمن"
(١ تي ٥: ٨).
لقد أمرنا أن نحب قريبنا كأنفسنا، لهذا فإن أول التزام للإنسان تحت تدبير الله هو محبة زوجته وأولاده. بهذا القول أود أن أؤكد أنكم تعرفون أن مسئولية الرجل – كما المرأة أيضًا – هو أهل بيتهما.
مادام الله قد وضع هذا النظام في البشرية ذاتها – أزواج وزوجات وأبناء – فمن المعقول أنه يجب علينا أن نتمم ناموس الحب في البيت أولاً. قبل كل شيء، من لهم فرصة أكثر، ليختبروا حبنا وسلامنا وطول أناتنا عمن يعيشون معنا؟ من يلزمنا نطلب أن نحبهم أولاً بجانب أولئك الذين يمكننا أن نخدمهم ونهتم بهم بالأكثر؟
نعم قد نهتم بكل شيء لعائلاتنا من أجل راحتهم المادية والمقتنيات، لكننا أن فشلنا في تقديم حب الله لهم، فإن الرسول يظهر حقيقة قلوبنا، أنها أشر من غير المؤمنين (١ تي ٥: ٨).
يقول هذا لكي يوقظ فهمنا، أن الله يرغب في أن يسيطر السلام السماوي على بيوتنا، نابعًا من المسئولين في حب للذين دُعوا للطاعة بمحبة.
لكي ندبر بيوتنا يلزم لمن يعطوا أوامر أن يفعلوا هذا بتقوى، وليس بقسوة قلب، أو بنوعٍ من السلطة بغير فهمٍ ولا حنوٍ...
الإنسان البار، أي الذي يحيا بالإيمان، أشبه بمسافرٍ متجه نحو المدينة السماوية، والذين يقدمون توجيهات وأوامر بالحقيقة يخدمون الذين يبدو إنهم يُؤمرون...
إذ تمارسون السلطة لا تسقطوا في الكبرياء بسبب مركزكم بل بالحري مارسوا السلطة الروحية في بيوتكم. إنكم محكومون بحب الله الذي يشجع ويترجى ويصدق ولن يسقط (١ كو ١٣).
V V V
أبي السماوي، هب لي أن اَتحد بك، فأحمل روح حبك في أسرتي.
أنت تدبر حياتي بالحب الغامر والباذل، هكذا لأمارس حبك مع اخوتي أعضاء أسرتي