شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم الحادي والعشرون
---------------------------------
تامل في القديس يوسف مثال ومحامي الانفس النقية
لقد تاملنا البارحة في نقاوة مار يوسف الملائكية وراينا درجة سموه في هذة الفضيلة السماوية ولما كانت ثقتنا سامية بهذا القديس قدوة النفوس النقية وشوقنا عظيماً الى الحظوى الباطنية بحمايته لاق بنا ان نتامل شرف النقاوة الباطنية اذا هي كنز ثمين وسقيا للانفس التي امتلكها والطوبى للتي ترغب بها بحرارة قلب والروح والقلب والارادة.فالضمير النقي لا يمقت الخطيئة المميتة فقط بل ايضا الخطيئة العرضية الارادية ويحترس كل الاحتراس من اصغر الهفوات ويتجنب فرصها ويتنقى منها عاجلا فهذا الضمير هو اشبه بمرارة تتكدر من ادنى غبار يعلوها فيفقدها صفاءها فاذا لم تشعر ايها المسيحي باحساس كهذا في الضمير فما ذلك الا لانك لم تحصل بعد على كمال النقاوة الباطنة.
ثانيا ان الروح مستعد لقبول كل ما يعرض علية من افكار خطرة واوهام باطلة عن الماضي او الحاضر او المستقبل فتشوشة او تعزيه ولكنها غالبا تبعده عن الله وقد تنقلب احياناً الى تجارب مهلكة فكم كان القديسون يتجنبون هذه موارد الخطاء ويسهرون على ارواحهم لذلك فان كل من لايسهر على نفسه سهراً متواصلاً لا يمتلك النقاوة الباطنة تماماً.
ثالثاً ان القلب هو مسرح كل الاهواء البشرية فبشواعره او اشواقه او امياله قد يدنس النفس فكم يجب على المسيحي ان يجرد قلبه من كل شوق ردى وان يكبح امياله المنحرفة وان يعود باحتقار كل ما ليس هو الله او كل ما لايعود اليه تعالى فاذا تاملنا ملياً في القديس يوسف نراه حي الله مائتا عن العالم وعن كل ما هو من العالم لذلك كل من لا يعود قلبه هذا التجرد لا يذوق عذوبة النقاوة الباطنية الكاملة.اخيراً ان الارادة بميلها الطبيعي الى الشر تهدد ايضا نقاوة النفس فبالانتباه المتواصل وبتوجيهها ذاتها نحو العمل باوامر الله ومسرتة يسهل ردعها عن الشر وحملها الى الخير فاذا كنت يا هذا لا تهتم الى بما انت مامور به وابعدت عنك ما لست مسئول عنه وسلكت امام الله بسلام وطمانينة وفعلت كل شي لمجده تعالى حصلت ولا شك على نقاوة النفس الداخلية فتلك كانت حياه مار يوسف وهكذا سار امام الله وامام يسوع ومريم لذلك كانت نفسه دائما سماء صافية فعلى مثالة اسهرن على ضميرك وروحك وقلبك وارادتك فتكسب النقاوة التي هي الصفة الاولى لتلاميذ المسيح فتذوق السعادة التي وعد بها المعلم الالهي بقوله : طوبى للنقية قلوبهم لان الله هو محب الانقياء وفيهم يجد سرور وعندهم يتخذ مسكناً ولهم يتجلى كما هو مكتوب انهم يعاينونه حتى في هذه الحياة اذا يرونه في عجائب الطبيعة ويشعرون به في تاثيرات النعمة ويذوقونه في ثمار الصلاة ويتمتعون به في الاسرار لا سيما في سر الافخارستيا العجيب فالقديسون الاكثر نقاوة كانوا الاكثر علما وفضيلة.
خبر
-------
كان للقديس لويس غونزاغا عبادة بنوية للقديس يوسف فكان يبذل كا ما في وسعه ليماثله بنقاوته فنجح بذلك اتم النجاح حتى ان الفضيلة الملاكية كانت متلالئة في حياته, وفي حركاته وسكناته وكان عرفها الطيب يفوح منه ويعبق كل من كان حواليه فكان ملاكاً والارض لم تكن مثواه لذا كان منفاه عليها قصيرا فمات في الثانية والعشرون من عمره ممتلئاً من الاجر العظيم وشوهد على جسمه اثار النقاوة الفريدة فان الزنبق الموضوع بيد القديس يوسف قد مس جبينة فترك عليه اثره وسيماءه حتى ان كل من كان ينظر اليه كان يشفف بجماله السماوي ويشعر بفضيلته الجذاية لذلك قد دعي بعد موته بالشاب والقديس الملائكي.
اكرام
-------
ليكن لك عبادة خاصة لقلب مار يوسف الطاهر واكرمه اكرامك لقلب مريم البري من كل عيب وصل لاجل الذين يقاومون اميال الطبيعة الفاسدة والتجارب الردية.
صلوة
--------
ايها القديس يوسف شفيعي القدير يا من قضيت حياتك ساهراً على حواسك الخارجية والباطنية مع انك كنت عائشاً بصحبة يسوع ومريم استمد لي بان اسهر ليل نهار على حواسي ما بين خطار العالم الكثيرة حتى انال سلامة الضمير ونقاوة القلب قو ارادتي وثبت عزمي حتى اقتدي بك فاستحق معك ان اترنم بتسبحة الحمد للحمل النقي في اورشليم السماوية الى الابد.امين..