شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم السادس والعشرون
-----------------------------
تامل في القديس يوسف شفيع الاولاد الخاص
ان الكنيسة المقدسة العجيبة في حكمتها قد ميزت كل واحد من القديسين عن غيره بميزة خاصة وجعلت هولاء اصنافا فبيد البعض امسكت غارة نصر او صليبا او زنبقا وبراس الاخر وضعت اكليلا هنا بايديهم الات التعذيب وهناك مجالد وسلاسل وهنالك قلبا ملتهبا بالنار الى غير ذلك من الرموز التقوية التي تعلو كل الصور والايقونات ويعرف المؤمنون معناها فالقديس يوسف ايضا علامة فارقة تميزه مختصة به دون غيره وهي طفل صغير يحمله بين ذراعيه ويلاطفه بحب وحنان وذلك الطفل هو الطفل يسوع الذي قد رباه يحمله بين ذراعيه لتسجد له كل القلوب يا للصورة الجميلة والفاتنة كم فيها من الرموز والمعاني للاباء والامهات الذين قد اعطاهم الله اولادا ليربوهم ويسهروا على حياتهم وبذلك يشاركون مار يوسف بشرفة ومجدة لان ابنائهم هم ابناء الله اخوة الطفل يسوع وشركاء ميراثه فهم اذا بالوقت عينة ابناء مار يوسف لان الله عندما اعطاه ابنه الوحيد قد اعطاه سائر الابناء ليسهر عليهم ويخلصهم كما سهر على يسوع وخلصه اجل ان الله عندما اقام يوسف رئيس على العائلة المقدسة قد وضع كل العائلات تحت حمايتة وعندما اوكلة على ابنة الوحيد وجعلة شفيع كل الاولاد المغتسلين بالعماذ فهذا اللقب الذي حازه اعني به لقب محامي وشفيع الصبيان هو جزء خدمتة الخالصة واهتمامة بكل حاجات ابن الله وما قد احتمله في سبيل تربيته واعاشته والمحافظة عليه ونجاته من الموت فيا ايها الاباء والامهات كيف لا تثقون شديد الثقة بمار يوسف وقد عرفتم قدرته وحنانه كيف لا تعهدون اليه اعز ما لديكم في العالم وكيف لا يخفق قلبكم فرح لعلمكم بان هذا القديس سيعامل اولادكم معاملتة ليسوع الذي بذل في سبيل حبه وخدمته كل ما كان عنده من قوة روحية ومادية تاكدوا بان سيسهر على اولادكم بتلك العين التي لا تنام وسيحبهم بذلك القلب الطافح حنان ورافة بتلك الغيرة المتقدة سيدافع عن منافعهم الروحية والمادية فانتم يا من قبلتم من السماء وديعة حية ثمينة بشخص ابنائكم التجئوا الى مار يوسف واندبوه كي يساعدكم على القيام بوظيفتكم هذه السامية احسن قيام قدموهم له وحرروا له عائلتكم واتخذوه رئيسها وحارسها وتوسلوا اليه كي يسلمها لحمايتة الابدية ويجعلها شبيهة بعائلة الناصرة المقدسة فسوف تشعرون ولا بد بفاعلية شفاعته اذا ما رايتم اولادكم ينون في الفضائل التي كانت متلئلئة بالطفل يسوع واخصها الاحتشام والنقاوة والطاعة والتقوة ومحبة الشغل لانة هو البستاني الماهر الذي تحت انظارة وبحرارة الشمس الالهية وطل النعم السماوية تتفتح زهور الفضائل وعندما يبلغ ابنائكم عمر الشبوبية وتهب عليهم عواصف الاهواء ويشتذبهم العالم بشكوكه وتستهويهم التجارب المختلفة فحين اذ سيتذكر مار يوسف ما صنعه لنجاة يسوع من هيرودس فيسرع الى معونة الشباب المنسوبين اليه ويحفظهم تحت اكنافه ويقيهم سهام العدو ويحافظ على نقاوة سيرتهم فينمون كالشجرة النظرة المغروسة على ساقية الماء وثمارهم التقوة والطاعة والاحترام والاحتشام وسائر الفضائل المسيحية التي تجعل الابناء اكاليل ابائهم وفخرهم في الدنية والاخرة.
خبر
-------
لقد امتاز القديس يوحنا دي لاسال بعبادة مثلى للقديس يوسف فقد اسس اخوية شهيرة غايتها تهذيب الاحداث والشباب وسمى رهبانها باخوة المدارس المسيحية ووضعها تحت حماية مار يوسف هي وسائر المؤسسات التهذيبية التي يشيدها رهبانه وما انفك يحرض المعلمين والدارسين على التعبد له وفي وصيته الاخيرة اعاد تحريضة لجمعيته على مضاعفة العبادة لمار يوسف فلم يخيب مار يوسف عبدة الامين فقد بارك مشروعة وانماه وزاد عدد جمعيته فنمت وازدهرت ازدهارا عجيباً واتت بثمار يانعة في تهذيب مئات الالوف من الشباب في المدارس ويذكر عن القديس يوحنا دي لاسال انه في مرضة الاخير العضال رغم الهزال العظيم الذي كان مستولياً عليه كان تواقاً الى تقديم الذبيحة الالهية يوم عيد مار يوسف الا ان ضعفة لم يترك له الامل بذلك وفي صباح العيد شعر بصحة تمكنه من اقامة القداس فقام حالاً وقدم الذبيحة الالهية اكراماً لشفيعة العظيم ودموع الشكران تهطل من عينية وفي اليوم الثاني عاد مرضة اليه وكان ذلك قداسة الاخير.
اكرام
-------
اقصد بان تعلم الاحداث وتعودهم مختلف العبادات المقبولة في الكنيسة اكراما لمار يوسف وصل للعائلات ولكل الاخويات المهتمة بتهذيب الاولاد والشباب
صلوة
-------
ايها القديس يوسف الحنون يا من اقامك الله ابا وحارسا ومدبرا لابنه الالهي تذكر بان جميع الاولاد هم اخوة يسوع الذين احبهم وقربهم منه وباركهم استحلفك بحق كل ما صنعته لحفظ يسوع وانقاذه من مبغضيه ان ترمق اولادنا بعين الرافة وتسهر عليهم من علو سمائك وحفظهم من الاخطار العديدة التي تهدد نفسهم وجسدهم حتى اذا كانوا على مثال يسوع خاضعين وطائعين لارشاداتك الابوية يستحقوا بعد هذه الحياة ان يتمتعوا بالفرح الدائم في السماء الى الابد امين