عجائب ورؤى من القدّاس الإلهيّ
الرّب في المجد
كانت العناية الإلهيّة تشدّد القدّيس
”سيرافيم ساروفسكي“ (1759-1832)
في جهاداته، وذلك بوساطة رؤى روحيّة تبثُّ التعزية في روحه.
فعندما كان شمّاسًا، كان يرى، في أوقات الخدمة،
الملائكة القدّيسين يرتّلون مع الرّهبان ويخدمون معهم.
يروي القدّيس ”سيرافيم ساروف “ حدثًا جرى له:
”ذات مرّة، كنتُ أخدم، يوم الخميس العظيم؛
فبعد الدخول الصّغير والقراءات،
وقفتُ، أنا غير المستحقّ، بجانب الباب الملوكي قائلاً:
يا ربُّ خلّص الحسني العبادة وٱستجب لنا.
بعد ذلك خرجتُ من الباب الملوكي رافعًا الزنّار نحو المؤمنين
وأكملتُ صلاة التسبيح المثلث التقديس:
وإلى دهر الداهرين!
فالتمع أمامي في تلك اللحظة نورٌ،
وإذا بي أشاهدُ ربّنا يسوع المسيح بشكلِ ٱبنِ الإنسان
ساطعًا بنورٍ أقوى من الشمس ضياءً،
في نورٍ فسيح، تحيط به قوات الملائكة السّماويّة
ورؤساء الملائكة والشيروبيم والسّيرافيم كالنّحل.
كان الرّبُ قد دخل من الباب الغربي ماشيًا على الهواء.
ثم رَفَعَ يدَه وبارَكَ خدّام السرّ والمصلّين.
وفي النّهاية دخلَ أيقونته الموجودة إلى جانب الباب الملوكي،
فطفَرَ قلبي ابتهاجًا لمحبّة الرّب الكليّة العذوبة.“
الجدير بالملاحظة، هنا،
هو أنّ هذه الرؤيا حصلت عند دخول الكهنة إلى الهيكل،
الأمر الّذي يرمز إلى دخولهم السّماء بالذات.
ففي الدّخول الصّغير يتضرّع الكاهن قائلاً:
”إجعل دخولنا محفوفًا بدخول ملائكة قدّيسين تخدم معنا وتمجّد وإيّانا صلاحك“.
إضافةً إلى ذلك، يتمّ، بعد الدّخول، ترتيل التسبيح الملائكيّ:
”قدّوس الله، قدّوس القوي، قدّوس الّذي لا يموت ٱرحمنا“.
تُظهِر هذه الرّؤيا كيف أنّ القوّات السّماويّة تشاركنا الخدمة
بطريقةٍ غير منظورة، ولهذا فليعلم كلّ مؤمن أنّه يصلّي
بين الملائكة كأنّه موجود في السّماء.