الهدوء في الصلاة (1 )
معنى ”السكون” Hesychia
للأسقف كاليستوس (وير)
-----------------------------------
الحق الإلهي لا يكون بالكلام بل بالهدوء والصمت،
يكون بالبقاء داخل القلب بطول أناة (كتاب المساكين بالروح)
يسوع المسيح، هو الكلمة الذي خرج من الصمت
)القديس أغناطيوس الإنطاكي إلى مغنيسيا(
\
عدة مستويات للسكون (الهيزيخيا = الهدوئية(
إحدى قصص “أقوال آباء البرية” تصف زيارة قام بها ثيئوفيلوس رئيس أساقفة الأسكندرية إلى رهبان الأسقيط. ولأن الرهبان أرادوا أن يثيروا إعجاب ضيفهم الكبير، لجأوا إلى الأنبا بموا قائلين له: ” قل كلمة منفعة لرئيس الأساقفة” فأجاب الشيخ: ” إن كان لا ينتفع بصمتى، فلن ينتفع بكلامي”[2] هذه القصة توضح الأهمية الكبرى التي يعطيها تقليد البرية لصفة “الهيزيخيا”، أي صفة الهدوء أو السكون.
وتؤكد “أقوال آباء البرية” في موضع آخر أن ” الله فضل السكون على كل الفضائل الأخرى. ويصر القديس نيلوس على أنه، ” من المستحيل أن تصير المياة العكرة صافية إن كانت تُحرّك باستمرار؛ وهكذا من المستحيل أن تصير راهبًا بدون السكون”. والسكون يعني أكثر جدًا من مجرد تحاشى الكلام الخارجي. فهذه الكلمة يمكن تفسيرها على مستويات عديدة. فلنحاول أن نميز بين المعاني الرئيسية للكلمة، مبتدئين من المعنى الخارجي إلى ما هو داخلي أكثر.
1 ـ السكون والعزلة:\
في أقدم المصادر تشير لفظة “هيزيخاست” اليونانية ـ ومعناها الصامت بالعربية، والفعل المشتق منه “هيزيخيزو” إلى راهب يعيش في عُزلة، أى راهب متوحد في مقابل راهب يعيش في دير شركة.
هذا المعنى نجده عند “إيفاجريوس البنطي” (القرن الرابع)، وعند “نيلوس” و”بلاديوس” (بداية القرن الخامس). وترد اللفظة بهذا المعنى في “أقوال آباء البرية”، وعند “كيرلس من سيكيثوبولس”، و”يوحنا موسخوس”، و”برصنوفيوس” وفي قوانين يوستينيان.
ويستمر استعمال كلمة “السكون” بهذا المعنى عند كُتّاب متأخرين عن السابقين، مثل القديس غريغوريوس السينائي (المتوفي1346). والكلمة، على هذا المستوى، تشير إلى علاقة الشخص بأشخاص آخرين من جهة المكان. هذا هو المعنى الخارجي تمامًا بالنسبة للمعاني المختلفة الأخرى.