وليس ايماننا هذا تجاهلاً للوجع الحقيقي الذي يمزق دواخلنا عند مفارقة احبائنا بالجسد. وليس حزن الانسان المسيحي لرحيل عزيز عليه ضعفاً في الايمان.
فالمسيح نفسه بكى عند قبر لعازر (يوحنا 35:11)! وبعد ان سلَّم بولس الرسول الرعية لقسوس الكنيسة، مودعاً اياهم قبل رحيله الاخير الى روما، كَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا:
إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضًا (اعمال 37:20-38). فالحزن رد فعل طبيعي وصحي خلقه الله فينا. لذا، لا ينهانا الكتاب المقدس اطلاقاً عن الحزن على فراق احبائنا، انما عن الحزن كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ.