شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم الثالث عشر
------------------------
تامل في اقتداء القديس يوسف بيسوع المسيح
لا يليق بالمتعبدين لمار يوسف ان يفتروا في تامل فضائله وسجاياه الفريدة ان ما افاضته السماء على هذا المختار من المواهب وما غمرته به من نعم لجدير ان يكون موضوع تاملات ليس فقط لمدة شهر بل لاشهر وسنين واجيال فكالمرآة المنعكسة فيها اشعة الشمس المتوجهة هكذا كانت نفس يوسف ازاء الشمس الالهية الشارقة في بيته فانعكست فيها اشعة الكمالات الالهية فكانت نسخة بشرية كاملة للمثال الالهي وقد سبق يوسف ووضع بالعمل كل الفضائل المسيحية والمشورات الانجيلية التي مارسها يسوع وعلمها للبشر ان يسوع المسيح هو وحده الطريق والحق والحياة فليس لاصفياء الله واسطة اخرى لتقديسهم سوى ان يعرفوا يسوع ويدرسوه ويقتدوا به ثم يتحدوا به اتحادا متينا فيحيوا بمحبته ويرتووا بمياه نعمته ليصبحوا واحدا معه وبذلك فقط يمكنهم ان يقولوا ما قاله الرسول المصطفى لست انا حيا بل المسيح حي في وكيف كانت ياترى حياة مار يوسف كانت كلها مخصصة لخدمة يسوع ربيبه ولم يكن له علاقة الابه او باحد اخر لاجله فكان يعبده كالاه ويحبه كوحيده يسوع كان غاية حياته معه كان يكد ويتعب معه وبين يديه كان يقدم صلاته معه ومن اجله كان يحتمل اشتى المحن والبلايا اجل لم يكن يوسف ليفصل من يسوع لقد عاشا سوية جنبا لجنب باتحاد حبله لم يفصم لم يكن ذلك الاتحاد اتحاد حب وصداقة وحسب بل كان اقدس وامتن اي اتحاد الاب بابنه وبوجيز الكلام نقول ان الله الذي لايظهر ذاته وكمالاته لاصفياذه لا في السماء تنارل بانعام خاص ذاته ليوسف على هذه الارض ان الكتاب المقدس كتب النزر القليل على ما لرؤية الله في السماء من الجمال والحلاوة وكيف ان الذين يتمتعون بحضرته يشابهونه غاية المشابهة كقول رسول الامم اننا سنراه وجها بوجه ونكون شبيهين به وهذه المعجزة قد سبق الله وصنعها ليوسف فتكاملت محاسن نفسه واصبحت سماؤها صافية تتالق فيها كواكب الفضائل تالق النجوم في القبة الزرقاء ولعمري ما احر الاشواق التي كانت تجيش في صدر يوسف بعد معرفته ليسوع وما اعظم توقانه الى ان يقتدي به جهد استطاعته فشغله الشاغل كان التقاط درر اقواله النظر الى حركاته الاشتراك بصلاته الاصغاء الى اسئلته واجوبته فلم يكن يفقده برهة من امام عينيه لينهج مناهجه الرضية ويتحلى بمحاسنه الالهية اجل امر لاشك فيه ولا ريب وهو انه ليس بين القديسين من اقتفى اثار المخلص واشتمل على شمائله واقتدى بمحاسنه كمربيه فعلى مثاله كان حليما ومتواضع القلب ومحتشما وصبورا على محن الزمان وشفوقا على القريب محتقرا حطام الدنيا لا هم له سوى تكميل ارادة الله ابتغاه مسرته دائما لقد قرا كل تلك الفضائل على المعلم الالهي فكان تلميذه والمعجب به واباه مدة ثلاثين سنة فيا ايها النجار الرفيع القدر سعدا للسنين التي قضيتها بحضرة الله وابن الله وسيقا لك يا من عرفت ابن الله معرفة فريدة واحببته محبة شديدة واقتديت به اقتداء عجيبا واستقيت الفضائل من معينها الصافي ليتنا على مثالك نغرس في عقولنا ونطبع على صفحات قلوبنا امثولات معلمنا الالهي ونطابق حياتنا على تعاليمه ونستسير بامثاله ونحيا بحياته كي نستحق يوما ان نفوز بمجده الابدي اميـــــــــــــن+
خبر
--------
ان القديسة كاترينا السيانية كانت من اعظم المتعبدات للقربان الاقدس فما كان يمكنها ان تعيش يوما دون تناول يسوع حبيبها وهاك ما قال عنها الكاهن مرشدها ان كاترينة كانت تعرب لى غالبا عن جوعها الشديد الى طعامها السماوي فاذ كنت يوما راجعا معها من زيارة انفس تقية ساكنة في جبل اعربت لي عن شوقها المضطرم وجوعها العظيم الى خبز الملائكة فاجبتها باني تعبان جدا وان وقت القداس قد عبر فسكتت ثم اعربت ثانية عن جوعها الشديد فذهبت الى الكنيسة وابتدات بالقداس الالهي وبينما كنت اكسر البرشانة المقدسة طار جزء منها ونزل على لسان كاترينة التي كان وجهها يشع نورا سماويا هكذا يشبع الرب الجياع الى حبه والعطاش الى مرضاته ليت لنا هذا الجوع وهذا العطش الى تناول يسوع في قربانه يا مار يوسف اثر فينا هذه الحاسيات واضرم قلبنا على مثالك بمحبة يسوع ومريم امين
اكرام
------------
اعزم بان تتامل في مناقب مار يوسف وتقتدي بمحاسنها لانه قد سبق واقتفى اثار المخلص وتعلم منه فاتخذه مرشدا لك في جميع واجباتك نحو الله ونحو القريب ونحو نفسك
صلوة
--------
لقد اعطيتنا نحن ايضا يا مار يوسف ان نشاطرك فرحك وسعادتك فان ابن الله الصائر انسانا والذي سجدت له في بيت لحم قد اصبح سجين هياكلنا وطعام نفوسنا ولكن تعسا لنا لاننا بعيدون كل البعد عن التشبه بايمانك وحبك العظيمين فيا شفيعنا الكريم الهمنا ايمانا كايمانك واشعل في قلبنا نار حب كحبك حتى على مثالك نجد فرحنا وسرورنا بالقرب من يسوع وسعادتنا بنتاولنا اياه لانه وحده هو كنزنا وحبنا وخيرنا في الدنيا والاخرة امين...