لَيْسَ لَكِ اللَيلُ

ليس لَكِ اللَيلُ

هي سوف تحارب حروبها المقدسة،
وتهذر مثل طعن السيوف،
وتنتزع منّي ذلك الاعتراف المذّلُ المهين،
سواء شئتُ في ذلك، أو أبيتُ،
وإنْ كان أمر كهذا لا يفصح عنه، إلا في اللحظات الأخيرة،
وفي ساعة الصفر،
بغية كسب بعض الوقت.
فتكشف كل ستر عن خفايا وخبايا،
وترى صورة حقيقية عن حالتي.

إنّ الحبّ عصف بحياتي،
أسرني،
جلدني بسوطه،
مد مخلبا ناشبا بي وأوقعني في شركه،
وأغرقني إلى القرار،
أيقظ قلبي، ووجف فؤادي.
فتح الأبواب الموصدة في حياتي،
وجّه مسار حياتي كما أراد.
وفعل بي كل ما يمكن أنْ يتصوره عقل.
تمنيتُ لو أمكنني أنْ أعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
لا أدري كيف أوجز الأمر ؟
ماذا لديّ أنْ أقوله ؟
هل ألجأ إلى جدل عقيم مزعج، عديم الجدوى،
لتبرئة موقفي،
وخيوط القصّة بدأتْ تتبيّن مثل الشمس في رائعة النهار؟
لكن حتى الحديث قد لا يخفف عما أشعر به.

أجل إنّ أحلام الليل كثيرا ما تنهار عند الصباح !
ليس ثمة شيء أستطيع أنْ أعمله لكي أعيد ما فقدته،

بغية أنْ أتمكن أنْ أسير على هواي.
كيف أواجه حقيقة الموقف، كيف أتدبر الأمر بنفسي ؟
كيف أقدر أنْ أخرج قدمي من طين الحمأة، من الدوامة الرهيبة ؟
وأخرج إلى النور ؟
أين ستقف الأمور ؟
وأسئلة كثيرة كانت تمور في مخيلتي، وتريد حلا.
لا ريب أنّ هذا في منتهى السوء،
والموقف لا يبدو مشرقا لي.
لا أستطيع أنْ أفكر وأنا واقف وسط تيار جارف.
هل علي أنْ أظهر ما لا أبطن ؟
وأتذرع بالجهل، وأعلن أني لا أعلم شيئا ؟
هل أكتسي وجها آخر؟
وأنزل إلى قلب الظلمة،
وأقول الحماقات،
وأنثر الكلمات المتداعية،
أو ألبس الأمور بعضها ببعض،
وأجعل الأشياء تنتصب، وكأنها ألغاز مبهمة مخيفة ؟
هل يأبى لساني أنْ يفصح عن الأمر، عن ما يختلج به قلبي ؟
أو هل أشير بطرف خفي؟
هل أضرب مثل الطير قضبان قفصه، وقد انتزع الريش من الجناحين ؟
لا لم يبق أمامي وقت لاستنشاق الهواء،
أنْ أدفن رأسي في صدري،
أو أنظر إليها وأبتسم.

لا لن أفسد نفسي بهذا التعليم،
لا فائدة من التهرب، يجب أنْ أتكلم.
سأحزم أمري، لن أستطيع أنْ أبقى معلقا بين السماء والأرض.
ولا أطيق صبرا على هذه الحال.
فمن الأنانية أنْ أكتم الأمر، وأترك الحبل على الغارب،
ومن باب أولى أنْ أحرص وأخبرها بكل شيء وليحدث ما يحدث!
ليبلغ السيل الزبى،
ليترك الحبل على الغارب،
ليكن الطوفان !
سأزيل الجريرة عني،
سوف لن أخفي عنها شيئا،
فالأمر لا يحتمل المساومة.