شهر مار يوسف البتول
--------------------------
اليوم السابع عشر
-------------------------
تامل في القديس يوسف مثال التواضع
ان فضيلتي الطاعة والتواضع هما متلازمان غير مفترقتين فالانسان الكامل في طاعته يكون كذلك في اتضاعه وتلك كانت حالة القديس يوسف راينا البارحة طاعته المثلى لجميع اوامر الله واليوم نتامل في تواضعه العميق وابتعاده التام عن كل ما يضاده فلقد كان هذا القديس رفيعا ومتضعا جليلا ومتخشعا جمع بين اشرف الالقاب والطف الحاسيات فهو الكوكب الامع بقداسته وهو البنفسجة المتخفية بتواضعه ان الله عز اسمه غيور على مجده فاذا اراد ان يشارك خليقة في عمل من اعماله العجيبة انتخب تلك التي تعترف بضعفها وعدمها ولا تنسب شيئا لذاتها وزينها بفضيلتي التواضع والكفر بالذات ولما كان سر التجسد من اعظم المعجزات التي لم تكن تخطر على قلب بشر فلم يرد ان يشرك في هذا السر الفريد الا لمراة والرجل الاكثر تواضعا بين البشر واذ سبق واصطفاهما خلقهما حسب مشيئته الالهية وشيد صرح فضائلهما الشاهق على اعمق اساس من الاتضاع لنتامل مليا في القديس يوسف ولنمعن النظر في حياته الفضلى ندهش من سمو منصبه ومن تواضعه هو سليل عائلة ملوكية وقد عاش عيشة خفية عن اعين البشر وكد بيمينه وبعرق جبينه ليربح قوت يومه وهو خطيب ملكة السماء ما اخطر على باله ان يفتخر بهذا اللقب بل كان يحتسب نفسه غير اهل لحراسة هذا الزنبق النقي ذي العرف الذكي ان الانجيل المقدس ما زال يذكر اسمه قبل اسم مريم وكان هو المعروف عند الناس برئيس العائلة وبابي يسوع مع ذلك فلم يذكر له كلام قط وعند الحاجة كانت مريم ترجمانه ولسان حاله كان مالكا في بيته وتحت تصرفه موضوع افراح السماء واشواق الارض ولم يزل مع ذلك غير معروف الاله المتانس اضحى خاصته ولم يبح بسره لاحد صار شاهدا لاعظم سر تم على الارض ولم يعرف للكبرياء معنى ما احد مثله كان يمكنه ان يقص تفاصيل العجائب التي سمعها وعاينها واي اب لا يتباهى بابنه ولا يفتخر بمزاياه اما يوسف فكان صامتا سمع الملائكة تنشد اناشيد الفرح يوم ميلاد يسوع راى الرعاة يسرعون ويقصون العجائب التي سمعوها استقبل المجوس وعاين سجودهم واكرامهم لابنه ولم ينبس ببنت شفة ان الانجيل يقول عن مريم ويوسف انهما كانا يتعجبان مما كانا يسمعانه عن يسوع كانهما يجهلان كل شي فعلى مثال مريم كان يوسف يدع غيره يتكلم وهو يعتصم بالسكوت الم تكن له الحصه الكبرى في اسرار طفولة يسوع مع ذلك لم يكن شعاره غير السكوت والاختفاء والاتضاع ولم يذكر الانجيل كلمة واحدة ولا سمع من فمه لفظة واحدة فلا تبحثوا بعد هذا يا محبي مار يوسف عن العجائب التي اثبتت كماله المتسامي فحياته كلها كانت اعجوبة متواصله والانجيل لم يرو عنه اعجوبة قط ولم يذكر زمن موته ولا محله ولا نوعه يا للاتضاع يا للكفر بالذات ويا للتجرد
خبر
-------
ان جرشون مدير كلية باريس الشهيرة واحد ملافنة عصره كان شديد العبادة لمار يوسف وداب حياته كلها في تكريمه وجذب النفوس الى عبادته فما من كاتب ضاهاه في تمجيد مار يوسف ونشر عطر فضائله فمجازاة لاتعابه قد نال له مار يوسف نعمة التواضع العميق فبعد ما كان يقوم بوظائفه المهمة كان يجمع الاحداث ويلقي عليهم دروس تعليم الديانة وعند نهاية كل درس كان يعلم الاولاد ان يتلوا معه صلوة صغيرة الى الله من اجله وهي ارحم يارب حنا جرشون عبدك المسكين والهمه احتقار ذاته
اكرام
--------
تامل غالبا في مشورة كتاب الاقتداء وهي اولى لك ان لا تعرف وان تحتسب كل شي
صلوة
--------
استمد لي ايها القديس الجليل بان يمن الله على بمعرفة ذاتي لاحتقرها وبمعرفة الهي لاحبه واكرمه اجعلني ان اكون امينا في دعوتي وان اقوم بها احسن قيام اعطني ان اكون على مثالك تواقا الى السير امام الرب ومفتشا على مرضاته فقط غير مبال بمديح العالم ولا باحتقاره علمني ان اكون متواضعا في نجاحي صبورا في شدائدي غيورا على خلاص نفسي ليتني بعد ان اكون قد اقتديت بفضائلك وسرت على خطواتك استحق ان اتمتع برؤيتك في السماء حيث اسبح الهي معك الى الابد ....اميـــــــــــــن