السكِّين التي لي هي إنجيلي، كلمة الكرازة
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
"حتى أكون خادمًا ليسوع المسيح لأجل الأمم، مباشِرًا لإنجيل الله ككاهنٍ، ليكون قربان الأمم مقبولاً، مقدَّسًا بالروح القدس" (رو 15: 16).
بالنسبة لي هذا كهنوت، الذي هو الكرازة والإعلان. هذه ذبيحة أقدمها. لا يخطئ أحد من الكهنة عندما يكون غيورًا على تقديم ذبيحة بلا عيب.
يقول هذا لكي يرفع أفكارهم، ويُظهر لهم إنهم ذبيحة، معتذرًا عن دوره في هذا العمل.
كأنه يقول: السكِّين التي لي هي إنجيلي، كلمة الكرازة.
أقوم بهذا لا لأتمجَّد ولا لاَشتهر، وإنما لكي تكون ذبيحة الأمم مقبولة ومقدَّسة بالروح القدس.
بمعنى أن نفوس الذين أعلِّمهم تصير مقبولة. فإنه إذ قادني الله إلى هذا السُمو فليس في هذا تكريمي أنا قدر ما هو يخصّكم أنتم.
كيف يصيرون مقبولين؟ بالروح القدس.
الحاجة ليس فقط إلى الإيمان، وإنما إلى طريق الحياة الروحية لكي نتمسَّك بالروح الذي أُعطيَ مرة للكل. فإنه لا حاجة إلى حطب أو نار أو مذبح أو سكِّين بل للروح الذي فينا بالتمام.
لهذا أبذل كل وسيلة لأمنع النار من أن تنطفئ، إذ أُسر بها...
كما أن الكاهن يقف ليلهب النار، هكذا أفعل أنا إذ أُثير تذكرتكم.
V V V
إنجيلك المفرح، نار إلهية!
صليبك العجيب سكين عقلية!
هوذا النار والسكين بين أيدينا!
لنقدم فيشتهي الكل أن يُذبح معك،
نسلك جميعًا طريق الجلجثة!
نُصلب معك، ونقدم لك ذبيحة حمد فائقة!
تشتمها رائحة سرور ورضا!