التحرر من العذاب الداخلي
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
"فاثبتوا إذًا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضًا بنير عبودية" (غل 5: 1).
لماذا لم يقدِّم للمفلوج الشفاء، بل قال له:
"ثق يا بني مغفورة لك خطاياك"؟ لقد صنع هذا بحكمة، لأن هذه هي عادة الأطباء أن ينزعوا أصل المرض قبل أن ينزعوا (أعراض) المرض نفسه...
أكد بولس هذا عندما وبخ أهل كورنثوس على خطيّة معينة، قائلاً: "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى" (1 كو 11: 30).
لهذا أزال السيِّد المسيح سبب الشر، وقال: "ثق يا بني مغفورة لك خطاياك".
لقد رفع الروح، وأقام النفس المطروحة، لأن قوله هذا كان كافيًا...
فلا شيء يخلق السرور ويعيد الثقة قدر التحرر من العذاب الداخلي، وحيث توجد مغفرة الخطايا توجد البنوة، لذلك لا نقدر أن ندعو الله الآب إلاَّ بعدما تُزال خطايانا في بركة الماء المقدَّس (المعموديّة)... فنقول: "أبانا الذي في السماوات".
V V V
لماذا العناد يا ابني؟ لماذا التمرد؟
أما يذيب حبي قلبك؟
عدْ إليَّ، فتحقق رسالتك.
التصق بي، فأهبك الحياة!
لماذا تنحدر نحو الهاوية،
وأنا اشتهي أن أرفعك إلى سماواتي؟!