الاحدالثاني من الصوم الكبير ( احد التجربة ) ٢٢ أمشير .. ١ مارس ٢٠١٥
الانجيل مت ٤ : ١ - ١٣
في ثلاث كلمات عن الحاجه الي النجاح والغلبه علي تجارب ابليس ففي التجارب الثلاثه يدخل الشيطان مع الانسان في ثلاث احتياجات انسانيه ويحاول استغلالها لصالحه لاسقاط الانسان :
١- النجاح في التغلب علي الاحتياجات الجسدية الزائده اوالضاره :
( جاع اخيرا فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجاره خبزا فأجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمه تخرج من فم الله مت ) .. يعيش الانسان حياته احيانا كلها يشقي ويتعب ويجاهد ويضيع احيانا كل الوقت في سبيل تسديد احتياجاته الجسدية من مأكل ومشرب وملبس وبرغم ان هذه الأشياء أمورا عالميه لازمه والاحتياج لها ليس خطأً او عيبا و لكنها ان أخذت كل الوقت والفكر والجهد ولم يعد لله وقتا او مكانا في الحياه لصارت الحياه جحيما لا يطاق لان كل هذا الامور ليست باقيه بل فانيه وزائله . هناك أشخاص يبالغون في المأكل والملبس والامتلاك رغم ان الانسان اخيرا سيقول عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا اعود . ( الأطعمة للجوف والجوف للاطعمة والله سيبيد هذا وتلك ١ كو ٦ : ١٣ ) هذه هي نهايه احتياجات الجسد ، ( لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لا جسادكم بما تلبسون اليست الحياه افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس مت ٦ : ٢٥ ) .
٢-النجاح في التغلب علي الاحتياجات النفسيه الزائده او الضاره :
ثم آخذه ابليس الي المدينه المقدسه وأوقفه علي جناح الهيكل ( مكان العظمه والشهره ومكان التدين والعباده ) وقال له ان كنت ابن الله فأطرح نفسك الي أسفل لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك ( منظر خلاب يشبع النفس ويملأها انبهارا ) فعلي أيديهم يحملونك لكي لا تصطدم بحجر رجلك قال له يسوع مكتوب لا تجرب الرب إلهك ) .. ان احتياجات النفس الي إظهار الاهميه امام الناس واظهار الإمكانيات امام الناس واظهار ألقوه او المال او النفوذ او القدرات كلها احتياجات النفس البشريه ولكن للأسف هذه الاحتياجات تقود الانسان الي البارانويا هذا يقود الي مرض جنون العظمه وهو من أشر أمراض النفس ولكن المسيح يضع لنا طريق النجاح والنجاه ان لا نجرب الرب الهنا اي لا نضع الله امام تجربته ونترك أمور حياتنا لله ولانبحث عن الشهره والمجد !! المهم ماذا نحن في نظر الله . اخيرا يااخي الحبيب الله يقول لك ( أيها الحبيب في كل شئ !!!! أروم ان تكون ناجحا وصحيحا كما ان نفسك !!!!! ناجحه ١ يو ٣ : ٢ ) الاهتمام بحاجات النفس ليس عيبا ولكن زيادتها ضررا
٣- النجاح في التغلب علي الاحتياجات العقليه الزائده او الضاره :
( ثم اخذه ابليس الي جبل عال جدا، واراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له اعطيك هذه جميعا ان خررت وسجدت لي حينئذ قال له يسوع اذهب ياشيطان مت ) .. الشيطان يأخذ عقل الانسان فهذا هو الجبل العالي ويصور له كل ممالك الارض وكل مقتنيات الارض ويحاول ان يمضي وثيقه مع الانسان ان يسجد الانسان له ويعطيه كل شئ ( فعظمت ( جبل عال ) وازدت اكثر من جميع الذين كانوا قبلي في اورشليم وبقيت ايضا حكمتي معي ، و مهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما جا ٢ : ٩ - ١٠ ) ... تشامخ العقل هو عنوان الوثيقه التي يوقعها الشيطان مع الانسان .. العقل هو مدخل جميع الخطايا والتصورات وهو مدخل القلب فكل خطيه ان لم تختمر في العقل لايكون لها مكان في القلب ... النجاح هو تغلب الانسان علي الاحتياجات العقليه لان العقل يحتاج الي تنميه ويحتاج الي خيال ويحتاج الي المعرفهوهذه رغبات مشروعه ومطلوبه ولكن اذا تحولت الي رغبات غير محدودة او تبحث في الإلحاد او البعد عن الله تكون ضاره . فأن وقع العقل وثيقه مع الله صار ملكا لله بالتوبه ( ولا تشاكلوا أهل هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ( عقلكم ) لتختبروا ما هي اراده الله رو ١٢ : ٢ )